استمرار وصول الخارجين من الغوطة إلى إدلب ومنظمات الإغاثة تطلق نداءات للمساعدة

ما تزال الحافلات تتوافد إلى بلدات عربين وزملكا وعين ترما في الغوطة الشرقية بريف دمشق وحي جوبر الدمشقي لإجلاء المهجرين قسريا من تلك المناطق إلى شمال سوريا، حيث وصلت...
قافلة حافلات تقل المهجرين قسريا من الغوطة الشرقية إلى إدلب عبر قلعة المضيق في حماة

ما تزال الحافلات تتوافد إلى بلدات عربين وزملكا وعين ترما في الغوطة الشرقية بريف دمشق وحي جوبر الدمشقي لإجلاء المهجرين قسريا من تلك المناطق إلى شمال سوريا، حيث وصلت اليوم القافلة الثامنة من مهجري الغوطة إلى قلعة المضيق في ريف حماة الغربي.
وتضم القافلة التي تألفت من 80 حافلة أكثر من 2250 مهجرا، بينهم مرضى وجرحى وعناصر من الثوار ومقاتلي فصائل المعارضة، حيث سيتم نقلهم إلى مخيمات النازحين في إدلب والريف الغربي لحلب.
إلى ذلك، أظهرت مقاطع مصورة بثها ناشطون امتلاء المساجد والمدارس في إدلب بالمهجرين، وسط مناشدات للمنظمات الإغاثية والإنسانية وللأهالي بتقديم المساعدة لهم. في حين ما تزال مدينة دوما محاصرة من جانب قوات النظام، وسط تخوف من قبل الأهالي من استهداف المدنية.
ويترقب الأهالي في مدينة دوما مصيرهم، فيما تتواصل المفاوضات بين روسيا وجيش الإسلام على اتفاق “مصالحة” يتضمن إجلاء المسلحين وعائلاتهم، أو مواجهة عملية عسكرية ضخمة تشنّها قوات النظام وحلفاؤها على المدينة.
وأفادت قناة “روسيا اليوم” بأن الأطراف المتفاوضة في دوما تمكنت من التوصل إلى “صيغة أولية” للاتفاق المقبل. وذكرت أن قيادة جيش الإسلام طلبت أثناء المفاوضات السماح لمسلحيها بالانسحاب إلى منطقة القلمون عند الحدود السورية اللبنانية، أو إلى محافظة درعا جنوب البلاد، مع احتمال تسوية أوضاع عشرات المسلحين للبقاء في دوما بعد عودة مؤسسات الحكومة إليها. وأكدت أن من غير المرجح أن يلجأ الطرفان إلى السيناريو العسكري في خصوص المدينة، بسبب وجود أسرى محتجزين من جنود الجيش العربي السوري ومليشيات المرتزقة الطائفيين في قبضة جيش الإسلام.
وفيما تظاهر المئات في دوما مؤكدين حرصهم على البقاء في مدينتهم، تواصل وسائل إعلامية إيرانية التلويح بقرب بدء الهجوم العسكري على المدينة المحاصرة. وقال مسؤول في قوات التحالف الداعم لنظام الأسد لوكالة “رويترز” إن الوضع في دوما يمرّ بمرحلة مصيرية، مضيفاً أن اليومين المقبلين سيكونان “حاسمين”.
وأكد مصدر من دوما في اتصال مع صحيفة “الحياة” اللندنية، أن المدينة “أمام تهديد روسي بهجوم على المدينة لتدميرها كلها”، مقدّراً عدد مقاتلي جيش الإسلام في المدينة بحوالي 10 آلاف عنصر. وأوضح أن جنرالاً روسياً يقود المفاوضات مع لجان مدنية، وأنها “لم تنتهِ بعد”. وروى أن المجازر في المدينة “لا يمكن وصف وحشيتها، إذ أن الدفاع المدني اعتذر عن عدم مساعدة المصابين وعائلات المفقودين تحت الأنقاض لأن الطيران كان يقصف أي جسم متحرك”، مضيفاً: “ليس هناك إعلام في العالم يتمكن من نقل مشاعر الألم والحزن ازاء ما يجري من مجازر”.
ووصف مسؤول فرنسي متابع للملف السوري وضع جيش الإسلام، بأنه بالغ الصعوبة، مضيفاً لـ”الحياة” أنه لو قرر الأخير مغادرة المنطقة، فسيرفض النظام السوري وروسيا توجه المسلحين إلى منطقة درعا الحدودية، علماً أن ليس بإمكان جيش الإسلام المغادرة إلى إدلب، باعتبارها وجهة الإجلاء المعهودة بالنسبة الى مقاتلي المعارضة، وذلك بسبب وجود هيئة تحرير الشام المناهضة له هناك. ورأى أن الجانب الروسي يفاوض لإخراج المجموعات المسلحة كافة من الغوطة، وليس فقط “جبهة النصرة” التي يقول الجانب الروسي إن عدد مسلحيها يبلف 1500، فيما هم في الواقع حوالي 400 عنصر.
واعتبر المسؤول أن مشروع روسيا الحقيقي “هو إزالة أي مجموعة مقاومة في الغوطة بهدف إعادة سيطرة النظام بالكامل على المنطقة”، مضيفاً أن موسكو “لا تريد أي تدخل ديبلوماسي لوقف القتال والتوصل إلى حل”. وتابع أن باريس “تحاور موسكو بعمق من دون أي نتيجة”، معتبراً أن روسيا تعتمد “منطق المواجهة والإنغلاق على النفس من دون أي استعداد لاعتماد نهج بعيد عن الحل العسكري”. ولفت إلى أن الجانبين الأمريكي والأوروبي يشعران بـ”الحرج” لعدم تمكنهما من دفع الجانب الروسي إلى حل غير عسكري، وأضاف: “كأنهم يريدون القول إن الحل عبرهم فقط، في حين أن الغرب يؤمن بأنه لا يمكن التوصل إلى حل في سوريا من دون وفاق”.
هذا فيما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الناطقة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، قولها اليوم خلال إفادة صحافية أسبوعية إن “عملية مكافحة الإرهاب في الغوطة الشرقية انتهت تقريباً”. ولم تذكر زاخاروفا تفاصيل حول المفاوضات الجارية حاليا مع جيش الإسلام الذين ما زالوا متحصنين بالمنطقة ويعلنون استعدادهم لصد أي هجوم على المدينة المحاصرة.

أقسام
من سوريا

أخبار متعلقة