النظام وحلفاؤه يضاعفون ضغوطهم على دوما لتوقيع اتفاق مصالحة أو إجلاء

يضاعف النظام وحلفاؤه ضغوطهم على مدينة دوما في الغوطة الشرقية لإجبار جيش الإسلام على توقيع اتفاق “مصالحة” أو “إجلاء” في اتجاه محافظة إدلب، تزامناً مع تعزيزات عسكرية لأكثر من...
مجموعة من أهالي مدينة دوما يعلنون رفضهم الخروج من مدينتهم

يضاعف النظام وحلفاؤه ضغوطهم على مدينة دوما في الغوطة الشرقية لإجبار جيش الإسلام على توقيع اتفاق “مصالحة” أو “إجلاء” في اتجاه محافظة إدلب، تزامناً مع تعزيزات عسكرية لأكثر من 18 فصيلا ومليشيا تابعة ومؤازرة لقوات النظام في محيطها، ما يُنذر بهجوم وشيك على المدينة ما لم يخضع جيش الإسلام للشروط المقترحة للتسوية.
ويأمل جيش الإسلام في التوصل إلى اتفاق يحول من دون إجلاء مقاتليه منه دوما، إلا أن موسكو ودمشق هددتا بعمل عسكري ضدها ما لم يوافق الفصيل المعارض على الانسحاب.
ونقلت صحيفة “الوطن” عن مصدر عسكري في التحالف الداعم للنظام قوله إن “توجه جميع القوات العاملة في الغوطة استعداداً لبدء عملية عسكرية ضخمة في دوما، ما لم يوافق إرهابيو جيش الإسلام على تسليم المدينة ومغادرتها”. وبالإضافة إلى الضغط العسكري، يشعر سكان دوما بالقلق من تجدد موجة القصف العنيف في انتظار نتائج المفاوضات.
وشهدت المنطقة حالة من الهدوء النسبي خلال الأيام الأخيرة في الوقت الذي أجرى فيه جيش الإسلام مفاوضات مع القوات الروسية في شأن مصير دوما.
وأوضح جيش الإسلام أن روسيا “لم ترد بعد” على اقتراحات تتعلق بدوما، كما اتهم النظام وروسيا بالسعي لفرض تغييرات سكانية في المنطقة بتهجير سكانها. واعترضت روسيا على نقاط عدة في المبادرة، بينها “إصدار عفو عام” والسماح بحرية الحركة من وإلى المنطقة.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصادر في المعارضة أن موسكو خيّرت جيش الإسلام بين الهجوم العسكري أو اللحاق بركب المناطق الأخرى والموافقة على الإجلاء.
وأفاد مصدر بأن مبادرة جيش الإسلام في المفاوضات تتمثل ببقاء مقاتليه في دوما، على أن تتمتع المدينة بحماية روسية مع عودة مؤسسات الدولة إليها.
وفيما ينفي جيش الإسلام التخطيط للمغادرة، فإن مصدران بالمعارضة أكدا لوكالة فرانس برس أن كل الخيارات مطروحة للنقاش داخل الجيش بما في ذلك الرحيل إلى مناطق محررة أخرى تسيطر عليها فصائل المعارضة في القلمون أو في جنوب سوريا على الرغم من بعض الرفض من جانب فصائل معارضة منافسة هناك.
ولفتت وكالة “أسوشيتد برس” إلى أن حوالي عشرة آلاف مسلّح موجودين في دوما إضافة إلى حوالي 150 ألف مدني. ونقلت عن الناشط هيثم بكار قوله إن الوضع في المدينة متوتر للغاية بسبب الغموض الذي يحيط مصيرها، معتبراً أن انسحاب جيش الإسلام في اتجاه إدلب سيكون “نهاية له”. وشكّك فيصل عيتاني الباحث في مركز “المجلس الأطلسي” للدراسات السياسية مقره واشنطن، في قدرة الفصيل على التواجد خارج الغوطة، خصوصاً في إدلب حيت تتواجد فصائل أخرى مناهضة له.
وأشار التقرير إلى أن لا خيارات حسنة أمام جيش الإسلام، إذ إن بقاءه في دوما سيعني هجوم عسكري كبير ضد المدينة، أما رضوخه للشروط الروسية وخروجه إلى إدلب، فسيعني انسحاب مسلحيه إلى منطقة نفوذ هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة”، وهو تنظيم كان الجيش قاتله سابقاً. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد في وقت سابق بأن الجانب الروسي رفض مطلباً قدّمه جيش الإسلام يقضي بالسماح لهم بالخروج إلى محافظة درعا الجنوبية الملاصقة للحدود الأردنية.
وسيطرت قوات النظام المدعومة من روسيا ومليشيات عراقية على معظم الغوطة، بعد شنهّا أعنف عملية منذ اندلاع الثورة السورية في 18 شباط/فبراير، وقُتل فيها أكثر من 1600 شخص. وكان نحو مليوني شخص يقطنون منطقة الغوطة قبل الحرب التي شنها النظام على المنطقة، وكانت المنطقة مركزاً صناعياً وتجارياً قبل الثورة، كما وكانت المناطق الريفية في الغوطة هي المصدر الرئيسي لسكان العاصمة للمنتجات الطازجة ومنتجات الألبان.
من جهتهم، يقول مسؤولون في الأمم المتحدة إنهم يواصلون مساعيهم لإدخال قافلة مساعدات أخرى إلى المدينة المحاصرة، حيث انخفضت التقديرات لعدد السكان الباقين إلى نحو 70 ألفاً من مئة ألف، في الوقت الذي بدأ فيه المدنيون يتدفقون في شكل ثابت للخروج من المدينة في الأيام الأخيرة.
وأجبر النظام السوري بدعم من روسيا وإيران، قوات المعارضة في شكل متكرر على تسليم مناطق والانسحاب إلى إدلب، حيث تصف الأمم المتحدة الأوضاع التي يواجهها مئات الآلاف من أنصار الثورة النازحين بأنها “كارثية”.

أقسام
من الانترنت

أخبار متعلقة