دعت أكثر من مئة شخصية عامة فرنسية في رسالة مفتوحة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى التنديد بالاغتصاب “كسلاح حرب يستخدم في سوريا” و”التدخل لوقف إفلات مرتكبيه من العقاب”.
وقالت 130 شخصية من مفكرين وفنانين وكتّاب في الرسالة التي نشرت في مجلة “لو نوفو مغازين ليتيرير” الذي صدر يوم أمس الأربعاء أن “الاغتصاب كسلاح حرب في سوريا هو جريمة ارتكبت بصمت منذ بداية الثورة السورية في 2011، ووقعت ضحيتها آلاف النساء السوريات، وأن آلافا من هؤلاء النساء لا يزلن اليوم في سجون النظام السوري، حيث يتعرّضن لأسوأ الانتهاكات”.
وبين موقعي الرسالة الممثلة جولييت بينوش الكاتب إيمانويل كارير ودانيال كوهين بنديت والمخرجة جولي غاييه والممثل فنسان ليندون.
وأضاف الموقعون أن “سياسة الاغتصاب بوصفه سلاح حرب كانت متعمدة ومنهجية منذ بدء النزاع”، لافتين إلى أنه “في بلاد يشكل فيها الحديث عن الاغتصاب أمرا محظورا”، فإن النساء “مذنبات كونهن ضحايا”.
وتابعوا: “إذا كنّ يتجرأن اليوم على كسر الصمت، رغم كل الأخطار التي ينطوي عليها ذلك، فلأنهن يردن اللجوء إلينا لنساعدهن في نهاية المطاف، نحن الدول الغربية، ويفرج نظام بشار الأسد عن جميع النساء اللواتي لا يزلن معتقلات، ويعاقب جلادوهن يومًا ما على جرائمهم”.
وقالوا “لأنه لا يمكن أن نصم آذاننا عن آلامهن وندائهن، نطلب منكم سيدي رئيس الجمهورية المساعدة على إسماع أصواتهن، وبذل كل ما تستطيعونه لضمان الإفراج عن آلاف النساء اللواتي لا يزلن في السجون في سوريا”.
وتشير إحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان والعائدة للعام 2015 إلى أن عدد المعتقلات السوريات يبلغ أكثر من 40 ألفا، فيما تؤكد إحصائيات أخرى أن عدد المعتقلات السوريات داخل سجون النظام بلغ أكثر من 175 ألف معتقلة، معظمهن في الأفرع الأمنية دون محاكمات عسكرية أو مدنية.
ولم تتوقف الأجهزة الأمنية يوم عن اعتقال السيدات السوريات لأسباب شتى منها مشاركتهن بالحراك المجتمعي السلمي أو لكونهن مقربات من نشطاء أو مطلوبين أمنيا أو لمبادلتهن بأسرى لدى فصائل المعارضة أو لابتزاز ذويهن وطلب فدى ورشا.
وكانت محطة “FRANCE2” قد عرضت أواخر العام الماضي فيلما وثائقيا سلط الضوء على حالات الاغتصاب التي تتعرض لها المعتقلات في سجون النظام حمل عنوان SYRIE, le cri et etouffe “سوريا الصرخة المخنوقة”، روى قصص مجموعة من السيدات خضن تجربة الاعتقال وما تعرضن له داخل المعتقلات من اغتصاب وحشي مارسه عناصر وضباط سوريون، فضلا عن وسائل التعذيب الأخرى.
ووصفت المحطة الفرنسية في النص المكتوب على موقعها بشأن الفيلم أن نظام الأسد استخدم المعتقلات كـ”منطقة نفوذ الجسد” للضغط على ذوي المعتقلات.
وترافق عرض الفيلم حملة توقيعات شارك فيها عشرات الآلاف من النشطاء والمهتمين حول العالم لحض الرئيس الفرنسي على التدخل للإفراج عن المعتقلات السوريات.