وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أكثر من ألف حالة اعتقال تعسفي في سوريا خلال شهر آذار/مارس الماضي، فيما حمّلت منظمة هيومن رايتس ووتش النظام السوري مسؤولية معظم الهجمات الكيميائية التي وقعت في البلاد منذ اندلاع الثورة عام 2011.
وأشارت الشبكة، في تقرير صدر عنها أمس الثلاثاء، إلى أن 1037 شخصا اعتقلوا على يد قوات النظام والمليشيات الرديفة والصديقة الموالية لها، وأنه من بين المعتقلين 108 امرأة، و32 طفلا، في حين سجل التقرير 12 حالة اعتقال من قبل عناصر وحدات الحماية الشعبية بينهم طفلان وسيدة، و40 شخصا اعتقلوا على يد تنظيمات إسلامية متشددة بينهم 4 أطفال وسيدة.
ونوّه التقرير بتوثيق ما لا يقل عن 166 نقطة تفتيش، نتج عنها حالات اعتقال متوزعة على المحافظات، وقد كان أكثرها في ريف دمشق والحسكة.
وأوضح التقرير أن الشبكة تملك قوائم تتجاوز الـ127 ألف شخص معتقل، بينهم نساء وأطفال، وأن تقديراتها تشير إلى أن أعداد المعتقلين الحقيقية منذ انطلاق الثورة عام 2011 تفوق حاجز الـ215 ألف معتقل، لافتا إلى أن 99 بالمائة منهم اعتقلوا من قبل قوات النظام.
وعزا التقرير ارتفاع أعداد المعتقلين لدى قوات الأسد لعدة أسباب، أهمها أن كثيرا من المعتقلين لم يتم اعتقالهم لجريمة قاموا بارتكابها، بل بسبب نشاط أقربائهم في قتال قوات الأسد، أو بسبب تقديم مساعدة إنسانية، إضافة إلى تعدد الجهات المخولة بعمليات الاعتقال والتابعة لقوات النظام، وقيامها بعمليات الاعتقال التعسفي واحتفاظ هذه الجهات بمعتقلات خاصة بها لا تخضع لأي رقابة قضائية من الجهات الحكومية.
وأوصى التقرير مجلس الأمن الدولي بمتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عنه ولا سيما القرارات 2042 و2043، إضافة إلى القرار 2139 والقاضي بوضع حد للاختفاء القسري، مؤكدا على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه مئات آلاف المحتجزين والمختفين في سوريا.
إلى ذلك، حمّلت منظمة هيومن رايتس ووتش نظام الأسد مسؤولية معظم الهجمات الكيميائية التي وقعت في سوريا منذ اندلاع الثورة عام 2011.
وقالت المنظمة في بيان صادر عنها بمناسبة حلول الذكرى السنوية الأولى لهجوم وقع في مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص، إنّ الجهود الدولية الرامية لمنع استخدام الأسلحة الكيميائية باءت بالفشل، ولم تسفر عن نتائج إيجابية في هذا الخصوص.
وقالت المنظمة “وقع في سوريا خلال الأزمة المستمرة، 85 هجوما بالأسلحة الكيميائية، واستنادا إلى معطيات مصادر موثوقة، يمكن القول إن النظام السوري هو المسؤول عن معظم تلك الهجمات”.
وأشار البيان إلى أنّ النظام السوري مستمر في انتهاكه للمواثيق الدولية في هذا الإطار رغم محاولات منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية، لثنيه عن هجمات مماثلة.
ونقل البيان تصريحات لمى فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش، قالت فيها إن الأمم المتحدة ومنظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية، لم تضاعفا جهودهما حيال ردع النظام السوري، رغم مرور عام على مجزرة خان شيخون.
وأضافت فقيه أنّ مجلس الأمن الدولي ومنظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية يراقبان بصمت، كيفية تحوّل كابوس الحرب الكيميائية في سوريا إلى حقيقة.
الحرية للمعتقلين
4 أبريل، 2018 557 مشاهدات
أقسام
أخبار




