سـلامَـكِ يـا منـازلَـها، ورِفـقـا
بـما أخـذَ الـهـوى مـنّي،
وأبـقـى
فـأغلى أنــتِ مـا أهــلا ودارا
إذا غـدتِ الـجراحُ أشــدَّ عُــمـقـا
نـأيـتُ،
وبـيـنـنا ما زالَ غَـيـمٌ،
يـقولُ: إذا عطشـتَ فأنتَ تُسـقى
وتُـغضي عن غـوايـة كلِّ غيمٍ
حرائقُ في العيونِ،
وهنَّ غرقى
تسـاكنّا الرؤى،
أطلالُ وجهي
تـلوحُ لهـا قـصـائـدُ فـيكِ أنـقـى
ولي بينَ المنازلِ أخـتُ شمسٍ،
سيرحلُ ألـفُ طـاغـيـةٍ،
وتـبـقى
لتمسـحَ جبهتي،
وتـقـولَ عـنّي
بـأنّــكَ مَـن رآكَ رأى (دِمـشــقـا)
***
عـليَّ لكِ الحيـاةُ،
أرى لـنُعـمى وبؤسـى منكِ دَيـنا مستحَقّـا
كـلا الـثـوبـيـن ألـبَسُ،
كـلُّ زرٍّ يقولُ له الوفاءُ: عُراك وُثقى
وقِدما، قال لي العرّافُ:
يا بني، ستسعـدُ في محبّتها،
وتشقى
***
عليَّ لكِ الوجودُ،
فمن ترابٍ ومـاءٍ منـكِ،
قد سُـوِّيتُ خَـلـقـا
وبـثَّ الــلّـهُ كِـلْمـتَـه بـقـلـبي
فـرفَّ جنـاحُها نبضا وخَـفـقـا
تُـذكِّــرُ كـلَّ خــابـيـةٍ بـخـمرٍ
إذا امـتلأتْ بها صارتْ أرقـّا
وتُـضرمُ نـارها لحديـدِ قولي
وتـسقـيه،
وتـمعنُ فيه طَـرْقـا
لأصبحَ سيفَها المصقولَ متنا
وحدّا،
إن نطقتُ نطقتُ صِدقا
***
فـيـا الله، ســـوريّــا دمــارٌ
وأهـلـوها،
وأعـنـي مَـن تـبـقّى
تُـكشِّـرُ في وجـوهـهـمُ ذئابٌ
وتـغـرزُ فيهمُ الأنيابَ زُرقا
ويا الله، كيف الأرضُ ضاقت
وأوسعَ صارَ غولُ البحرِ شِدقا
وتـعـلـمُ أنّـهمْ لـيـسوا عـيالي
عـيالـُكَ هؤلا، أمـنا، ورِزقا
رنوا للغرب لم يـجدوه غربا
ونادوا الشرق لم يجدوه شرقا
وظـنّـوا الخـير وجه بني أبـيهمْ
إذا لاذوا بـه سـيكون أوقى
وأفـظـعُ من نيوب الذئبِ فـتـكا
مخـالبُ مَن تعـبّـدَ واسترقّا
*****
وقل للملْبِسِين اللهَ ظلما
خُرافاتٍ، وأحقادا،
ونَعْقا
أأنتمْ مُتَّقونَ وأهلُ ثأرٍ؟!
وأنتمْ أمْ دمُ الأطفالِ أتقى؟!
بَرِئتُ إليه منكم،
برّأتني رؤاهُ تجاوزتْ شِيَعا وعِرْقا
وبرَّأني ظلامٌ سَرْدَبَتْكمْ
إليه سياسةٌ، لم تُعْطَ خُلْقا
سياسةُ مجرمي حربٍ،
قليلٌ عليهمْ وصفُ أوباشٍ وحَمقى
***
سلامَكِ مرّة أخرى،
فإنّي، على رغم الرعود، أشيمُ برقا
يريني طفلَ حمصَ يعودُ شيخا
إليها مالئا ساحا وطُرْقا
حنونا،
دافئا،
عذبا،
جميلا
صحيحٌ أنْ نأى، لكنْ تنقّى
ليعرفَ كم حبيبتُه اشتياقٌ إليه،
وكيف تلقاه ويلقى
وكيف تضمُّه جسدا إليها،
وتُبقي روحَه في الناس طلقا
فإنْ بنتٌ بمن عشقته جُنّتْ
على اسمِ حبيبِها في حمصَ تُرقى
فقُلْ لغُزاتها أمـرا،
حـريّـا بألّا يدركـوهُ،
وأن يَـدِقّـا:
رخيصُ الموتِ موتُكمُ غُزاة
وأغلى الموتِ أنّكَ متَّ عِشقا
***
سلامُ الأنبياءِ عليكِ،
كانوا بأن يلقوا السلامَ همُ الأحقّا
سلاما شمسُه أعلى مدارا
وأرحب من ظنون الأفقِ أُفْقا
ولكنْ، كانتا من قبل رتقا
وأذكرُ، صارتا من بعد فتقا
سماواتٌ على أرضينَ،
يبدو، بديهيّا، بأنّ هناك فَرْقا
طريدا جنّةٍ وابنانِ،
أقعى أخٌ،
يبكي دماءَ أخيهِ هَرْقى
وطوفانٌ، وما أدراكَ!
لكنْ، ألم ترَ أنّهمْ صاروا أعقّا؟!
ولولا أن يقولَ اللهُ كوني لإبراهيمَ بردا،
ماتَ حَرقا
وليس لكلِّ مطرودٍ بطاغٍ
عصا ليشقَّ عُرضَ البحرِ شَقّا
صليبُكَ أنتَ،
إنْ تفتحْ ذراعا وأخرى،
ناهضا رأسا وعُنقا
تعانقْهم… تُتِحْ لهمُ مكانا
لمسمارٍ بكفّك أنْ يُدَقّا
بقلم الشاعر: عبد القادر الحصني