اعتبرت مزن مرشد، عضو المكتب السياسي في تيار الغد السوري، النشاط السياسي والدبلوماسي الفرنسي الملحوظ مؤخرا تجاه سوريا، سواء عبر الاتصالات التي أجراها الرئيس إيمانويل ماكرون بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب أو اللقاءات التي تمت في الإليزيه مع بعض الأطراف السوريين، تصب في صالح الموقف المعلن رسميا في باريس بتأييد كل المساعي للوصول إلى تسوية كاملة وحل مستدام للأزمة السورية يضم جميع الأطراف.
ولفتت مرشد، خلال مداخلة مع قناة eXtra news المصرية، إلى أن كل الدول المتدخلة في سوريا تعلن حرصها على وحدة أرضها وسيادتها، لكن على أرض الواقع نرى تقسيما واضحا لمناطق النفوذ بين هذه الدول، وإن لم توضع أو تتضح بعد الحدود الجغرافية والسياسية مع استمرار الأعمال القتالية والقصف هنا وهناك.
وقالت عضو المكتب السياسي في تيار الغد السوري إن روسيا مررت قرار الهدنة رقم 2401 في مجلس الأمن الدولي شباط/فبراير الماضي، ومع ذلك لم ينفذ هذا القرار، واستمرت العمليات العسكرية بطريقة وحشية وغير مسبوقة. مشيرة إلى أنه لا توجد إرادة روسية حتى الآن للضغط على بشار الأسد والنظام السوري والاستجابة للطلب الفرنسي بإنهاء التصعيد العسكري الجاري حاليا في سوريا.
وحول الدور الفرنسي الميداني في سوريا وما يشاع عن وصول قوات فرنسية والانضمام لقوات التحالف الدولي؛ نوّهت مرشد بأن حلول فرنسا محل الولايات المتحدة في سوريا ممكن، ولكن حتى الآن لا توجد تأكيدات واضحة ولا نفي مطلق حول هذا الموضوع الشائك، ولا يمكن الجزم به أو نفيه، وكل شيء جائز في لعبة المصالح الدولية على الأرض السورية.
كما أشارت إلى أن العديد من الدول وخصوصا الدول الكبرى لها مصالح في سوريا والمنطقة، وهي تعمل فقط في سبيل مصالحها دون أي اعتبار لمصلحة الشعب السوري، والسوريون هم وقود المحرقة التي تحقق هذه المصالح، وقالت نلاحظ أن الدول المتدخلة في سوريا تضع “الحرب على الإرهاب”، الذي طالما دعا إليه وشارك فيه تيار الغد السوري، كمبرر وشماعة لتدخلها واستمرار تواجدها وعملياتها العسكرية في سوريا، مبتعدة عن مناقشة الحل السياسي ولب القضية السورية وأهداف الثورة السورية وهي التحول السياسي وتغيير النظام.
وشبّهت مرشد الأرض السورية اليوم بـ”تركة الرجل المريض، كما كان الحال أواخر أيام الامبراطورية العثمانية قبل مئة عام، وسوريا اليوم رجل مريض والكل يتسابق لاقتسام تركته”. كما أشارت إلى أن الشعب السوري تعب، وضحى بالكثير من الدماء، وحان الوقت لوقف كل هذا القتل وكل هذا الموت المجاني الحاصل على الأرض السورية.
وقالت مرشد إن “كل مسارات الحل السياسي لا جدوى منها حتى الآن، وكلام ماكرون وبوتين عن تفعيل اللجنة الدستورية المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد في سوتشي أمر إيجابي جدا، وقد يكون بداية حل وبداية مرحلة جديدة للعملية السياسية، وبطبيعة الحال فإن ذلك لا يلغي الجهود السابقة وليس بمسار جديد، وإنما هو تكملة لمسيرة الحوارات السورية من أجل الوصول إلى تسوية سياسية في أقرب وقت ممكن، وإن كنا نراها بعيدة حتى الآن”.
وكان قصر الإليزيه قد قال في بيان رسمي، يوم أمس الجمعة، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف ودعاه إلى استخدام نفوذه وممارسة ضغوط على نظام الأسد لإنهاء التصعيد العسكري في سوريا.
وذكر الإليزيه أن ماكرون “حضّ روسيا على ممارسة تأثيرها بشكل كلي على النظام السوري، من أجل وقف التصعيد العسكري الذي لوحظ ارتفاع وتيرته خلال الأشهر الأخيرة”.
وأضاف أن الهدف هو “حماية المدنيين واستئناف مفاوضات ذات مصداقية حول عملية الانتقال السياسي الشاملة، ومنع عودة تنظيم داعش إلى المنطقة”. وعبّر ماكرون عن أمله في أن يسمح الحوار الدائم بين فرنسا وروسيا بمزيد من التقدم الملموس نحو التوصل إلى حل في سوريا.
كما أكد الرئيسان ماكرون وترامب خلال اتصال هاتفي آخر عزمهما على المضي قدما في تحركات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، واتفقهما على ألا يصرف شيء الاهتمام عن هدف منع التنظيم من العودة.
وينتظر أن يستقبل الرئيس الأمريكي وزوجته ميلانيا نظيره الفرنسي وزوجته بريجيت على مائدة عشاء في ماونت فيرنون، في منزل تاريخي يعود للرئيس جورج واشنطن، بمناسبة الزيارة التي سيجريها ماكرون إلى الولايات المتحدة أواخر الشهر الجاري، بحسب ما أوضحت المتحدثة باسم البيت الابيض سارة ساندرز.
7 أبريل، 2018 2047 مشاهدات