الإعلام الأمريكي: الضربة العسكرية ضد مواقع قوات النظام السوري “رمزية”

اعتبرت مصادر إعلامية أمريكية، اليوم السبت، الضربة العسكرية المحدودة التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد مواقع قوات النظام السوري العسكرية “رمزية”، فيما عمت الاحتفالات في مناطق سيطرة النظام...
موالون للنظام يحتفلون بفشل الضربة الأمريكية البريطانية الفرنسية على المواقع العسكرية في سوريا 15 نيسان 2018

اعتبرت مصادر إعلامية أمريكية، اليوم السبت، الضربة العسكرية المحدودة التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد مواقع قوات النظام السوري العسكرية “رمزية”، فيما عمت الاحتفالات في مناطق سيطرة النظام بفشل الضربة في تحقيق أي من أهدافها في إضعاف القدرات العسكرية لقوات النظام وحلفائه.
حيث قالت شبكة “سي إن إن”، في تحليل إخباري كتبه مراسلها في بيروت، إن النظام السوري يعتبر تلك الضربات بمثابة نصر كبير له. وأضافت أن الضربات استهدفت ثلاث منشآت للنظام، إلا أن دفاعاته الجوية على ما يبدو تصدت على الأقل لبعض الصواريخ، ولم تستنفد قدرات الجيش العربي السوري بأي حال من الأحوال.
وتابعت الشبكة: “قبل الضربات كان هناك قلق كبير من أن تشن الولايات المتحدة حملة جوية أوسع نطاقا قد تعرض الجيش العربي السوري للخطر، وربما تؤثر على الحرب التي كان يكسبها النظام السوري منذ دخول القوات الروسية إلى الساحة”. ومضت قائلة: “يبدو أن هذه الضربات كانت رمزية أكثر من كونها أي شيء آخر”.
من جانب آخر، نشر مكتب رئاسة النظام السوري عبر تويتر مقطعا مصورا لبشار الأسد وهو ذاهب إلى عمله، وذلك عقب الهجوم الغربي، وذيل المكتب التغريدة بعبارة “صباح الصمود”، فيما أكدت مصادر صحفية استقصائية أن المقطع المصور قديم.
وفجر اليوم السبت، أعلنت كل من واشنطن وباريس ولندن، شن ضربة ثلاثية على أهداف عسكرية تابعة للنظام السوري ردا على مقتل 78 مدنيا على الأقل وإصابة مئات، يوم السبت الماضي، جراء هجوم كيميائي نفذته قوات النظام السوري على مدينة دوما في الغوطة الشرقية.
وبالفعل عمت الاحتفالات في دمشق وحلب واللاذقية وطرطوس بفشل الضربة العسكرية الغربية في تحقيق أي من أهدافها، ونشرت صور ومقاطع مصورة أظهر العشرات من المدنيين والمسلحين في عدد من الساحات والتجمعات ترقص وتغني ابتهاجا بفشل الضربات الغربية في تحقيق أي من أهدافها التي شنت الضربة لأجلها، بعد أن أكدت موسكو أن المواقع المستهدفة مدمرة سابقا وخالية من أي قوات سورية أو قوات صديقة للنظام.
ونقل التلفزيون السوري مشاهد مباشرة من ساحة الأمويين في دمشق وساحة سعد الله الجابري في حلب حيث تجمع مدنيون ومسلحون ورفع بعضهم الأعلام السورية والروسية والإيرانية وصور حسن نصر الله.
جاء ذلك فيما اعتبر النظام السوري أن العملية التي نفذتها الولايات المتحدة مع فرنسا وبريطانيا في محيط دمشق ووسط البلاد تعد “انتهاكا فاضحا” للقانون الدولي، مشيرا إلى أن “مآلها الفشل”.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الضربات الغربية لم تستهدف مواقع قريبة من القاعدتين الجوية والبحرية الروسيتين في سوريا، وقالت إن “أيًّا من الصواريخ العابرة التي أطلقتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لم يدخل منطقة مسؤولية الدفاعات الجوية الروسية التي تحمي المنشآت في طرطوس وحميميم”.
أما وزارة الخارجية الروسية فاعتبرت أن سوريا تعرضت إلى هجوم في الوقت الذي كان لديها فيه فرصة لتحقيق السلام، وقالت الناطقة باسمها، ماريا زاخاروفا، في حسابها على فيسبوك: “في البداية اختبر الشعب السوري ثم بعد ذلك تنظيم داعش والآن الصواريخ الأمريكية الذكية. هوجمت عاصمة حكومة ذات سيادة تحاول منذ سنوات أن تعيش في مواجهة عدوان إرهابي. لابد وأنكم غير أسوياء كي تهاجموا العاصمة السورية في اللحظة التي كانت أمامها فيها فرصة لتحقيق مستقبل يسوده السلام”.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته وكالة “سانا” إن “توقيت العدوان الذي يتزامن مع وصول بعثة التحقيق التابعة إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا يهدف أساسا الى إعاقة عمل البعثة واستباق نتائجها والضغط عليها في محاولة لعدم فضح أكاذيبهم وفبركاتهم”.
وذكرت الوكالة أن “العدوان انتهاك فاضح للقانون الدولي ويظهر احتقار دول العدوان للشرعية الدولية”، مطالبة المجتمع الدولي “بإدانة العدوان حفاظا على الشرعية الدولية والأمن والسلم الدوليين”.
وأفادت الوكالة عن التصدي لـ 13 صاروخا وإسقاطها في منطقة الكسوة في ريف دمشق. وفي وسط البلاد، استهدفت صواريخ مستودعات للجيش. وذكرت “سانا” أنه “تم التصدي لها وحرفها عن مسارها ما تسبب بجرح ثلاثة مدنيين”.
وأوضحت مصادر النظام أن الضربات الجوية لم تسبب سوى أضرار مادية في مركز للأبحاث العلمية في منطقة برزة. وقال قائد في التحالف العسكري الإقليمي الداعم لبشار الأسد إن المواقع التي قُصفت، تضمنت مطار الشراعي في منطقة الديماس إلى الغرب من دمشق قرب الحدود اللبنانية.
وأضاف المصدر لوكالة “رويترز” أن الهجوم أصاب موقعا عسكريا في مدينة مصياف ومستودعات للجيش العربي السوري في منطقة شرق القلمون إلى الشمال الشرقي من العاصمة ومنطقة الكسوة جنوبي دمشق وموقعا في منطقة جبل قاسيون المطلة على دمشق.
كما استهدف القصف الغربي المشترك مركز البحوث العلمية ومطار المزة واللواء 41 قوات خاصة، فيما أفادت أنباء باستهداف مواقع أخرى منها مقار للفرقة الرابعة والحرس الجمهوري ومركز جمرايا العلمي في ريف دمشق والقاعدة الإيرانية في الكسوة.

أقسام
من الانترنت

أخبار متعلقة