الصحف البريطانية تؤكد أن الضربة الغربية لم تؤثر على قدرات النظام السوري العسكرية

أوردت الصحف البريطانية، اليوم الأحد، تحليلات مختلفة للضربة العسكرية الغربية التي شنتها كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا على مواقع عسكرية سورية مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيميائية، أفادت بالمجمل...
سحب الدخان تغطي سماء دمشق بعد ضربة عسكرية وجهتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا لمواقع عسكرية - السبت 14 نيسان 2018

أوردت الصحف البريطانية، اليوم الأحد، تحليلات مختلفة للضربة العسكرية الغربية التي شنتها كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا على مواقع عسكرية سورية مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيميائية، أفادت بالمجمل أنه رغم نجاح الضربة في تحقيق أهدافها الموضوعة إلا أنها لم تسفر عن تأثير كبير على قدرات النظام السوري العسكرية.
حيث نشرت صحيفة “صندي تلغراف” مقالا بعنوان لافت يقول: “درس التاريخ يقول عندما يصبح القانون الدولي الذي يحفظ نظامنا مهددا يجب أن ندافع عنه”. ولفتت خلال المقال إلى أن “أول مهمة عسكرية لماي نجحت بشكل كبير”.
أما “صندي تايمز” فنشرت موضوعا على صفحتين بعنوان “تزايد الخوف بينما يوجه الأسد عينيه نحو مذبحة جديدة”. فيما ركزت “الأوبزرفر” على كواليس اتخاذ قرار مشاركة بريطانيا في الضربات الجوية، وذلك في مقال أعده كل من توبي هيلم وأنغيليك كريسافيس.
وقالت الصحيفة إن رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، كانت تبدو شاحبة ومتهدجة الصوت وهي تتحدث للصحافيين بعد الضربة العسكرية، وكان من الواضح عليها أنها لم تنم طوال الليل فلا يوجد قرار أخطر من تكليف الجنود بشن عمليات عسكرية خارج البلاد وذلك على حد تعبير ماي نفسها التي ركزت على أنها المرة الأولى في فترة توليها رئاسة الوزراء التي تكلف فيها الجنود بهذا النوع من العمليات.
وأوضحت الأوبزرفر أن هناك انتقادات لماي بسبب تعجلها في اتخاذ قرار الضربة بينما كان ينبغي أن تنتظر عودة مجلس النواب للانعقاد بعد عطلة عيد الفصح لمشاورة الأعضاء في قرار خطير كهذا، لكنها تضيف أن ذلك لا ينفي أن الجميع كانوا على قناعة بأنه لا يمكن السكوت على ما فعله الأسد.
وكان جميع الوزراء في الحكومة متفقين مع ماي على ضرورة المشاركة، لكن كانت هناك خلافات بينهم حول عدة مسائل أخرى مثل طبيعة العمليات والأهداف وحجم الضربات ومدتها.
وعن طبيعة المشاورات بين قادة الدول الثلاث التي شاركت في الهجمات، قالت الأوبزرفر، نقلا عن مصدر رفيع المستوى في الحكومة البريطانية، إن ماي في الساعة السابعة من مساء يوم الجمعة وقبل ساعات قليلة من بدء الضربات كانت على الهاتف في حوار مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمناقشة المدى الزمني للعمليات.
ونقلت الأوبزرفر عن المصدر أنه كان من الواضح من المكالمة أن ماكرون أكثر تشددا وتعجلا في بدء الضربات الجوية على المواقع العسكرية في سوريا من ماي وربما أكثر من ترامب نفسه، وتضيف أن مسؤولين سياسيين فرنسين أشاروا إلى أن بلادهم ترغب في الاستثمار في زخم الضربات لدفع روسيا إلى استخدام نفوذها على الأسد وإعادته إلى طاولة التفاوض لحل الأزمة السورية ديبلوماسيا.
وكانت ماي حريصة قبل كل شيء على التأكد من قانونية الضربات الجوية، لذلك نحت، كما تقول الصحيفة، إلى الحصول على استشارة من المدعي العام الذي أكد لها قانونية استخدام القوة ضد قوات نظام الأسد، ثم حصلت على تقارير استخباراتية تقطع بأن الأسد استخدم السلاح الكيميائي في دوما وهو أمر لم يعد به مجال للشك.
وبعد إعلان بدء الضربات الجوية ظلت ماي مستيقظة، حتى جاء المستشارون العسكريون ليقدموا لها تفاصيل العمليات ونتائجها ثم توجهت ماي لتسجيل خطاب للأمة ليتم بثه على المواطنين قبل أن تعود وزوجها إلى المنزل للحصول على قسط من النوم.
كما نشرت صحيفة الإندبندنت مقالا للكاتب الصحافي المختص في الشؤون العسكرية، باتريك كوبيرن، بعنوان: “الضربات الجوية كانت تعبيرا عن الرفض أكثر من كونها محاولة لتدمير آلة الأسد العسكرية”.
واستهل كوبيرن مقاله بالمثل الشعبي الصيني “ضوضاء على السلم، لكن لا أحد يدخل من الباب”، ويعد هذا المثل تعبيرا عن الضربات التي شنها التحالف الغربي على المواقع العسكرية السورية والتي تلت تغريدات أفزعت العالم من وقوع حرب دولية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي هدد بالضربات والمسؤولين الروس الذين تعهدوا بالرد.
ويوضح كوبيرن أن التغريدات كانت أكبر بكثير من حجم رد الفعل الروسي الذي بدا هادئا وغير مندفع كما كانت التصريحات السابقة، والتي هددت بالرد على مصادر النيران، وقد يكون بينها قطع عسكرية أمريكية.
واعتبر كوبيرن أن دونالد ترامب كان واقعا تحت ضغط من الصقور والمسؤولين العسكريين في إدارته لذلك اتخذ أكثر الخيارات سلامة وانتقى أهداف بعيدة عن المواقع الروسية، مشيرا إلى أنه لا يوجد خيار جيد، فالأسد قد حصل على كل شيء إلا الانتصار في الحرب التي يشنها على الشعب السوري، والخيار المتاح هو إضعافه عبر الضربات العسكرية طويلة الأمد وحتى لو تم ذلك فلن يصب إلا في مصلحة تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين.
وقال كوبيرن “إن نزع سلاح الأسد الكيميائي لن يخلّ بميزان القوى العسكرية بينه وبين معارضيه فمخزونه من السلاح الكيميائي ليس سوى جزء صغير من ترسانته العسكرية المتخمة بشتى الأنواع المحرمة دوليا”.
وأشار كوبيرن إلى أن الميزان العسكري في سوريا قد تغير بالفعل الأسبوع الماضي ولسبب لم يلحظه كثيرون بسبب الجلبة الإعلامية لاستخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين المحاصرين في مدينة دوما، وهو الأمر الذي جذب تغطية وسائل الإعلام مشيرا إلى أن جيش الإسلام قد سلم الغوطة لنظام الأسد بالفعل في الثامن من الشهر الجاري وتم نقل المقاتلين وأسرهم إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال.
واعتبر كوبيرن أن هذا هو أكبر انتصار للأسد خلال الحرب، وربما تفوق أهميته أهمية سيطرة قوات الأسد على مدينة حلب خلال فترة نهاية عام 2016.

أقسام
من الانترنت

أخبار متعلقة