قالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن المفتشين التابعين للأمم المتحدة زاروا يوم أمس الأربعاء موقعا ثانيا في مدينة دوما بالغوطة الشرقية وجمعوا عينات لمساعدتهم في التحقيق الدولي المفتوح في المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام السوري ضد المدنيين في المدينة باستخدام غازي الكلور والسارين المحرمين دوليا.
وتحقق المنظمة في مقتل عشرات الأشخاص في المدينة التي كانت خاضعا لسيطرة المعارضة على حدود العاصمة دمشق في السابع من نيسان/أبريل الجاري، حيث أدت المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام إلى قيام الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا بشن ضربة جوية مجدودة على مواقع عسكرية مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيميائي في سوريا، واتهمت هذه الدول نظام الأسد باستخدام أسلحة كيمائية وعلى الأرجح غاز الأعصاب “السارين”.
ووصلت بعثة تقصي الحقائق إلى دمشق يوم 14 نيسان لكن عملها تأجل لمدة أسبوع قبل أن تتمكن من دخول المواقع التي تعتبرها ذات أهمية، بسبب منع أجهزة المخابرات السورية والشرطة العسكرية الروسية لفريق التحقيق من دخول مدينة دوما.
واتهمت القوى الغربية روسيا ونظام الأسد بالمماطلة لتأخير العملية وطمس الأدلة التي تؤكد وتشير إلى ضلوع قوات النظام في المجزرة. وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن العينات التي أخذت من الموقعين ستعود إلى مختبر المنظمة في في ريجويك بهولندا ثم يتم إرسالها إلى مختبرات تابعة لها لفحصها. وستحدد هذه الاختبارات إن كان قد تم استخدام أسلحة كيميائية أم لا.
وقالت المنظمة في بيان رسمي إن الوفد الروسي لديها سيعقد مؤتمرا صحفيا اليوم الخميس في لاهاي يقدم خلاله “بعض السوريين للتحدث بشأن واقعة دوما”. وأضافت أن “بعثة تقصي الحقائق ستواصل تنفيذ مهمتها المستقلة والمحايدة بناء على مقابلات مع الأشخاص المعنيين ونتائجها من زيارات الموقع وتحليل نتائج العينات بالإضافة إلى أي معلومات أو مواد أخرى يتم جمعها”.
وأكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن بعثة تقصي الحقائق ستواصل تنفيذ مهمتها المستقلة والمحايدة استنادا إلى المقابلات مع الأشخاص ذوي الصلة، ونتائجها من الزيارات الميدانية، وتحليل نتائج العينات، فضلا عن أي معلومات ومواد أخرى تم جمعها. معربة عن ثقتها في أن تستمر بالتمتع بدعم الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة الكيميائية.
جاء ذلك فيما شدد وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، خلال كلمة ألقاها خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة لحفظ السلام، على ضرورة محاسبة المجتمع الدولي للنظام السوري على جرائمه بحق الشعب السوري.
ووصف ماس سياسة النظام السوري بالسلوك الهمجي واللاإنساني معتبرا إياه بمثابة اعتداء على القيم الأساسية للمجتمع الدولي. وحذّر من مغبة غض الطرْف عن جرائم نظام الأسد، مشددا على أنه لا يمكن أن تمر انتهاكاتُ القانون الإنساني الدولي الأساسي دون عقاب.
وأكد الوزير الألماني أنه يجب السعي إلى الحوار بدلا من المواجهة العسكرية في سوريا. وقال إن “الانتهاكات بحق القانون الدولي الإنساني والأساسي يجب ألا تمر بدون عقاب، ويجب محاسبة المسؤولين”.

طفلان يتلقيان إسعافات أولية إثر تعرضهما لاستنشاق غازات سامة في مدينة دوما جراء قصف قوات النظام 7 نيسان 2018
26 أبريل، 2018 811 مشاهدات
أقسام
أخبار