كشف وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، أن فرنسا أرسلت جنودا من قواتها الخاصة إلى سوريا خلال الأسبوعين الماضيين، لتعزيز قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
وقال ماتيس أمام الكونغرس “لقد أرسل الفرنسيون قوات خاصة إلى سوريا لتعزيز قواتنا هناك خلال الاسبوعين الماضيين”. مؤكدا بهذا الإعلان المعلومات الصحافية والتقارير الميدانية التي تحدث عنها نشطاء إعلاميون سوريون.
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد اكتفى خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، في البيت الابيض يوم الاثنين الفائت بالقول “قررنا زيادة مساهمتنا في قوات التحالف، ونحن نشارك بشكل كامل في الحرب على داعش”.
وكانت مصادر ميدانية قد أكدت دخول ثلاث عربات عسكرية رافعة الأعلام الفرنسية، يوم الأربعاء الماضي، إلى صوامع العالية جنوبي مدينة رأس العين في ريف الحسكة الشمالي، والتي تتخذها وحدات الحماية الشعبية الكردية قاعدة عسكرية لها.
جاء كلام ماتيس ردا على سؤال حول إعلان ترمب مرارا عزمه على سحب القوات الأمريكية من سوريا “قريبا جدا”. حيث قال “في الوقت الحالي لن ننسحب. ستشهدون جهدا إضافيا في وادي الفرات خلال الأيام المقبلة ضد ما تبقى من الخلافة الإسلامية”.
وتابع أن الحرب ضد التنظيم الجهادي “جارية حاليا”، مضيفا أن العمليات العسكرية للتحالف الدولي ستتكثف أيضا على الجانب العراقي من الحدود مع سوريا. وقال ماتيس “أعتقد أن أي شيء يتم القيام به لاستمرار القتال في سوريا يعتبر مأساة، علينا جميعا دعم مسار المحادثات في جنيف وأن نتوصل لحل دبلوماسي لهذه الأزمة”.
وأضاف “مايزال المبعوث الأممي استيفان دي ميستورا يعمل من أجل ذلك، وعلى روسيا أن تعمل على مساعدته وتقدم الدعم له إن كانت ترغب بشرق أوسط أكثر استقرارا”. وحول القلق بشأن تزويد روسيا لنظام الأسد بمنظومة الصواريخ إس 300، أكد ماتيس أن أي خطوات تهدف لإدامة الحرب في سوريا تعتبر مأساة بكل المقاييس.
وعلى صعيد مختلف، أعلن وزير الدفاع الأمريكي أنه لم يتم التوصل بعد إلى قرار بشأن ما اذا كانت واشنطن ستنسحب من الاتفاق النووي الإيراني (5+1).
ومن المتوقع أن يعلن ترامب في 12 أيار/مايو قراره بشأن ما اذا كانت الولايات المتحدة ستبقى معترفة بالصفقة التاريخية التي أبرمت عام 2015، في وقت يعمل دبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون على اتفاق مكمل للتعامل مع النقاط التي تشكل مصدر قلق بالنسبة للرئيس الأمريكي.
وقال ماتيس “بإمكاني أن اؤكد لكم أنه لم يتم التوصل بعد إلى قرار بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي”. وأضاف أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ أن “المناقشات جارية في أوساط موظفي الأمن القومي والأشخاص المكلفين منا بتوفير النصائح للرئيس”.
ورغم قناعته بأن الاتفاق يتضمن عيوبا، إلا أن ماتيس أعلن في وقت سابق بأنه يدعم بقاء الولايات المتحدة فيه حيث قال للنواب في تشرين الأول/أكتوبر إن ذلك يصب في مصلحة الولايات المتحدة.
وقال “هناك بكل وضوح نقاط في الاتفاق النووي يمكن تحسينها. نعمل مع حلفائنا الأوروبيين على هذه الأمور حاليا، وأكرر أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن إن كان بإمكاننا إصلاحه بشكل كاف للبقاء فيه أو إن كان الرئيس سيقرر الانسحاب منه”.
وكان ترامب قد دعا إلى الغاء الاتفاق الذي وصفه بأنه “الأسوأ” في التاريخ. وقال يوم الثلاثاء الماضي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره ماكرون: “هذا اتفاق أسسه فاسدة. إنه سيء، بُنيته سيئة”. وأضاف “سنرى ماذا سيحدث في 12 أيار المقبل”.