جدد محمد خالد الشاكر، المتحدث الرسمي باسم قوات النخبة السورية، استنكاره ورفضه للاستفزازات التي تتعرض لها قواته في محافظة دير الزور، مشددا على حرص القوات على عدم التصعيد حقنا لدماء الشعب السوري من كل مكوناته، وعدم تشتيت الجهود لمكافحة الإرهاب، وضمان الاستقرار وإرساء السلام في المنطقة تمهيدا لعودة الملايين من أهلها إلى ديارهم وإعادة إعمارها.
وحول ما وقع خلال اليومين الفائتين بين قوات النخبة وقوات سوريا الديمقراطية، قال الشاكر في تصريحات إعلامية وصحفية إنه “طُلب من قوات النخبة تسليم آلياتهم العسكرية لتقييد تحركاتهم في المنطقة، وقد بذلنا جهودا كبيرة لعدم التصعيد حقنا للدماء ومراعاة للظروف التي لا تسمح بتشتيت الجهود في مسائل جانبية حرصا على دماء أبناء المنطقة من عرب وكرد، لتتركز الجهود على محاربة الإرهاب وتطهير البلد من التنظيم المتطرف وإحلال السلام وعودة المهجرين والنازحين”.
وحكى الشاكر أنه توجهت، يوم الخميس الفائت، مجموعة مؤللة بعربات أمريكية من قوات سوريا الديمقراطية إلى منزل أحد قياديي قوات النخبة، وهو مدير المكتب الإعلامي، وطلب منه تسليم كامل الأسلحة والعتاد، وهو أمر مستحيل لقوات تتواجد على أرضها في منطقة أبو حمام بالريف الشرقي، ووقعت مشادة كلامية وبادر عناصر قوات سوريا الديمقراطية بإطلاق النار داخل المنزل، ما أدى إلى إصابة زوجة القيادي وعنصر في قوات النخبة، كما أصيب أحد عناصر قوات سوريا الديمقراطية، وبعد ذلك تم توجيه تهديدات بإعطاء إحداثيات مواقع قوات النخبة ومنازل عائلاتهم لطيران التحالف الدولي على أنها مواقع لتنظيم داعش، استقواءا بالجانب الأمريكي، وقال الشاكر “لا ندري إن كان الأمريكان على معرفة أو دراية بما يحدث، وهذا أمر خطير يهدد المنطقة الشرقية ككل على اعتبار أن محافظة دير الزور هي منطقة عربية خالصة وقوات النخبة تحمي هذه المنطقة وتحول دون أي تعديات على أبنائها كما تقوم بدور حاسم في عدم تمدد عناصر التنظيم إليها”.
وفي اليوم الثاني، يوم أمس الجمعة، ومع ساعات الفجر الأولى نفذت قوات سوريا الديمقراطية تهديداتها بهجوم عنيف على منازل قادة وعناصر قوات النخبة، ما اضطر عناصر النخبة للدفاع عن أنفسهم، وهكذا حصلت الاشتباكات بين الطرفين.
ولفت المتحدث باسم قوات النخبة السورية إلى أن العملية جاءت في سياق الضغوطات المستمرة عليها بدئا من إجبارها على الانسحاب من معركة الرقة خلال مراحلها الأخيرة بعد أن عبرت قوات النخبة سور بغداد، وشاركت في المراحل الأربع من عملية “غضب الفرات”، كما تم رفض بقائها في محيط الرقة ووقع إطلاق نار باتجاهها، ما اضطر عناصرها إلى الاتجاه إلى مناطقهم في ريف دير الزور الشرقي حرصا على عدم التصعيد.
وأشار الشاكر إلى أن قوات النخبة عمادها الأساسي أبناء القبائل والعشائر في محافظة دير الزور التي عانت من تنظيم داعش، وتعرضت للعديد من المجازر التي ارتكبها التنظيم وأهمها مجزرة الشعيطات، وكانت في مقدمة من حاربوا التنظيم المتطرف على مختلف الجبهات حتى قبل أن ينشأ التحالف وقبل أن تأسس القوات التي حاربت التنظيم لاحقا.
وعن المزاعم التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية أنها هاجمت منزل عنصر من تنظيم داعش، أكد الشاكر أنها “اتهام باطل”، لأن المنزل الذي تمت مداهمته يخص مدير المكتب الإعلامي لقوات النخبة، وهو شخص معروف في المنطقة ومعروف لوسائل الإعلام العربية والعالمية ولطالما ظهر على القوات الفضائية العالمية، وأجرت معه الكثير من الصحفة العالمية كالاندبندت ولوس أنجلوس تايمز حوارات صحفية، وهذه اتهامات باطلة وواهية في حقه وهي تهديدات ابتزازية.
كما أكد الشاكر أن قوات النخبة السورية بكل تأكيد لا تريد لهذه الاشتباكات أن تقع أو أن تستمر، وقال “نحن نريد أن تتوقف هذه الاشتباكات فورا. كما نريد من خلال ما حصل أن نوصل رسالة لكل المعنيين بالشأن السوري، وعلى الأخص الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، أن المنطقة الشرقية على شفير هاوية من فتنة قد تهدد باندلاع حرب بين مكونين رئيسيين في سوريا، ونحن لا نزيد لذلك أن يقع”.
ونوه المتحدث باسم قوات النخبة بأن “نحن مدننا أيدينا دوما لإخوتنا الكرد، لأنهم مثلنا سوريون وبيننا اتفاقيات تعاون وتنسيق مشترك، ولطالما حرصنا على نجاح واستمرار هذه الاتفاقيات، لكننا بصراحة مازلنا نستغرب إصرار الجانب الآخر على أن يسير منفردا ويتخذ خطوات تصعيدية أحادية الجانب، ونحن بالتأكيد نؤمن بوحدة سوريا أرضا وشعبا، ونؤمن بأن السوريين جميعا عربا وكردا، مسلمين ومسيحيين، طوائف ومذاهب وإثنيات.. جميعهم ينضوون تحت السف السوري الواحد، وما نريده من خلال هذه الحادثة أن نوجه رسالة لإيجاد حل لأبناء المنطقة الشرقية والريف الشرقي لمحافظة دير الزور لمنع أي أحد من فرض شروطه عليهم، فهم أبناء المنطقة وهم الأولى بالدفاع عنها وحمايتها، وتاريخهم فيها ضارب في القدم، وعلى الجميع أن يدرك أنهم أبناء الأرض، وأنهم لن يتخلوا عنها مهما بلغت الاستفزازات، كما نخشى أن يكون لهذه الممارسات تداعيات لا تبقي ولا تذر وهذا ما نسعى على كل الصعد للحيلولة دونه”.