تواصل العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في دمشق وروسيا تنشر شرطتها العسكرية جنوبها

تواصل قوات النظام والمليشيات الأجنبية الداعمة لها القصف الصاروخي والمدفعي على أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن جنوبي دمشق، حيث يتمركز مقاتلي تنظيم داعش، بالتزامن مع اشتباكات متواصلة على محاور التماس بين الجانبين.
حيث أفادت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا أن الطائرات الحربية السورية والروسية قصفت عدة أحياء في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق، كما قصفت المخيم بالصواريخ وقذائف المدفعية، ما خلّف مزيدا من الدمار والخراب لمنازل المهجرين من المخيم.
وأضافت في بيان لها، يوم أمس الأحد، أن حيي التضامن والحجر الأسود المجاورين للمخيم تعرضا لقصف مدفعي استهدف محاور المعارك في الزبير وأبو ترابي في المنطقة.
وأشار البيان إلى أن عدد المهجرين من بلدات جنوب دمشق الذين وصلوا إلى الشمال السوري بلغ أكثر من تسعة آلاف شخص، توجهوا إلى مناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة المنضوية في تحالف درع الفرات، حيث توزعوا على مخيمات دير بلوط وشبيران واعزاز، إضافة لمخيمات مدينة الباب وهي مخيمات جديدة احتوت خليطا من المهجرين قسريا الفلسطينين والسوريين من سكان مخيم اليرموك وجنوب دمشق.
ووفقا للمجموعة قدر عدد العائلات الفلسطينية المهجرة نحو الشمال السوري بحوالي 750 عائلة، منوهة بأن الرقم غير دقيق نتيجة حالة عدم الاستقرار التي تواجه مهجري جنوب دمشق واستمرار خروج العائلات من يلدا باتجاه إدلب وحلب.
من جهتها، وثقت إحصائية نهائية لمركز “منسقو الاستجابة في الشمال السوري” تهجير 9250 شخصا من بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم معظمهم من اللاجئين الفلسطينيين والأهالي النازحين من الجولان المحتل، وذلك عقب الاتفاق الذي أبرمته فصائل المعارضة مع روسيا مطلع شهر أيار/مايو الجاري، والذي نص على وقف إطلاق النار مقابل تهجير المدنيين والعسكريين إلى الشمال السوري بأسلحتهم الخفيفة، وتسليم كامل السلاح الثقيل والمتوسط لقوات النظام السوري بإشراف وزارة الدفاع الروسية، فيما أعلنت الأخيرة تأسيسها أول مركز مراقبة في الأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق، وسط انتشار الشرطة العسكرية ودوريات متجولة لحفظ القانون والأمن ومنع الشبيحة من تعفيش ما تبقى من منازل المواطنين المهجرين.
وخرج منذ الثالث من شهر أيار وحتى العاشر منه، سبع قوافل للمهجرين استقر معظمها في مخيمات النزوح ومراكز الإيواء في ريفي حلب الشمالي والغربي، فيما تعرض مهجرو القافلتين الأخيرتين لظروف إنسانية غاية في الصعوية بسبب انتظارهم لثلاثة أيام في معبر أبو الزندين ضمن مناطق سيطرة النظام غربي مدينة الباب بريف حلب، إلى حين تم توزيع المهجرين البالغ عددهم نحو 1200 شخص على مخيمات المنطقة أهمها مخيم شبيران ومخيم دير بلوط في مناطق سيطرة درع الفرات بعد موافقة الجيش التركي.
وفي مخيم اليرموك لا تزال الحرب محتدمة بين العشرات من مقاتلي تنظيم داعش من جهة وآلاف من قوات النظام السوري والميليشيات الفلسطينية الموالية له من جهة أخرى، حيث ذكرت وكالة “سانا” أن الوحدات المقاتلة دمرت خلال عملياتها العسكرية المتواصلة في جنوبي دمشق مقرات مقاتلي تنظيم داعش المتحصنين في الجزء الشمالي من حي الحجر الأسود، وأن سلاحي الجو والمدفعية وجها خلال الساعات الماضية ضربات على محاور تحرك مقاتلي التنظيم المنتشرة في الخنادق والأنفاق ما أسفر عن تكبيدهم خسائر بالأفراد والعتاد.
ولفتت الوكالة، نقلا عن مصدر عسكري ميداني، إلى أن قوات النظام سيطرت على مبنى مركز التطوير التربوي وعدد من كتل الأبنية في أقصى شمال غرب الحجر الأسود بعد اشتباكات عنيفة، وأن قوات النظام وحلفاءها تمكنوا خلال أكثر من 20 يوما من العمليات العسكرية في أحياء مخيم اليرموك والتضامن والحجر الأسود من إنهاء وجود التنظيم في أكثر من 70 بالمئة من المساحة التي كان يبسط سيطرته عليها، كما تمكنت من قطع خطوط الامداد وتضييق الخناق عليهم لا سيما بعد انتزعها السيطرة على أحياء الجورة والعسالي والقدم والمأذنية ومعظم بلدة الحجر الأسود.
من جهتها، نقلت القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية عن ممثل القاعدة الروسية في سوريا، أليكسندر إيفانوف، قوله إن الشرطة العسكرية الروسية تعمل من أجل إقامة مراكز للمراقبة في أحياء ريف دمشق الجنوبية، وسط انتشار شرطتها العسكرية في أحياء دمشق الجنوبية (بيت سحم وسيدي مقداد وببيلا ويلدا) والتي تم السيطرة عليها مؤخرا بعد خروج فصائل المعارضة وتهجير أهلها منها، عبر دوريات راجلة ومحمولة في جميع الشوارع الرئيسية من الأحياء ومن أجل توفير النظام والقانون كما تقيم مراكز للمراقبة.