الخلافات العميقة بين موسكو وطهران تهدد الوجود الإيراني في سوريا

مع استمرار الاستهداف الإسرائيلي المذل والمهين للمواقع الإيرانية في سوريا، يبرز إلى العلن خلاف بين موسكو وطهران حول مستقبل الوجود العسكري الإيراني في سوريا، في وقت شددت طهران على...
جندي روسي في حلب الشرقية

مع استمرار الاستهداف الإسرائيلي المذل والمهين للمواقع الإيرانية في سوريا، يبرز إلى العلن خلاف بين موسكو وطهران حول مستقبل الوجود العسكري الإيراني في سوريا، في وقت شددت طهران على أن أحدا لا يستطيع إجبارها على مغادرة سوريا.

بموازاة ذلك، ساعدت روسيا قوات النظام السوري في السيطرة على العاصمة دمشق ومحيطها، بعد “صفقة ليلية” انسحب بمقتضاها مسلحو تنظيم داعش من أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن إلى البادية جنوبي نهر الفرات، كما يسود الهدوء النسبي محافظة إدلب منذ محادثات أستانة 9، عاكسا التناغم والتنسيق العالي بين موسكو وأنقرة، التي يُرجح تفاقم خلافها مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن، فيما يعزز وجوده في مناطق الجزيرة السورية.

وفي مؤشر جديد إلى رفع الغطاء الروسي عن الوجود الإيراني في سوريا، هزّت انفجارات مجهولة منطقة نجها جنوبي دمشق، عزتها مصادر في المعارضة السورية إلى “قصف إسرائيلي استهدف مواقع إيرانية حساسة”. وأوضحت المصادر أن انفجارات ضربت مقر إدارة الحرب الإلكترونية، ومدرسة أمن الدولة، التي تتخذها قوات إيرانية مقرا لها قرب العاصمة. وأكدت المصادر أنّ “انفجارات متتالية ضربت ثكنات الحرب الإلكترونية، ما أدى إلى مقتل جميع العناصر فيها”. لكن وسائل إعلامية موالية للنظام عزت أصوات الانفجارات إلى “انفجار محولات كهربائية بسبب الحرارة المرتفعة”، في حين تجاهلها الإعلام الرسمي. وتتخذ المليشيات الإيرانية من منطقة نجها مركزا رئيسا لتجمعها، لقربها من المزارات الشيعية في منطقة السيدة زينب ومطار دمشق الدولي.

وتأتي الانفجارات بعد أيام قليلة من تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين حول ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من سوريا، وما تلاها من توضيح المبعوث الروسي أليكسندر لافرنتييف بأن “هذا التصريح يخص المجموعات العسكرية الأجنبية الموجودة على أراضي سورية، بمن فيها الأمريكيون والأتراك وحزب الله والإيرانيون”.

وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي: “وجودنا في سوريا هو بناء على طلب من حكومة ذلك البلد، وهدفنا هو محاربة الإرهاب”. وفي لهجة تحد قال ردا على سؤال خلال لقائه الصحافي الأسبوعي، حول ما نُقل عن مسؤولين روس في شأن انسحاب القوات الإيرانية من سوريا: “ليس بإمكان أحد أن يرغم إیران على القیام بعمل ما لأن لدینا سیاسات مستقلة خاصة بنا. ووجودنا في سوريا يأتي بناء على طلب من حكومتها، وما دامت تطلب منا ذلك، سنواصل تقديم مساعدتنا لها”.

واستبعدت مصادر قريبة من وزارة الخارجية الروسية أن “تتصدى الدفاعات الجوية الروسية لأي استهداف إسرائيلي على المواقع الإيرانية في سوريا”. وأكدت المصادر لصحيفة “الحياة” أن “الأنظمة الروسية رصدت الغارات السابقة على مواقع وسط سوريا، لكنها لم ترد”. وأوضحت أن “هدف روسيا منع انزلاق الأمور إلى مواجهة شاملة بين إيران وإسرائيل، يمكن أن تعطل جهود الحل الذي تسعى إليه منذ بداية تدخلها العسكري”. وأضافت أن “موسكو تسعى إلى الحفاظ على التوازنات الدقيقة الصعبة بين الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في الأزمة السورية من أجل الوصول إلى حل سياسي مستدام ومرض لجميع الأطراف”.

وكشفت أن موسكو “مستاءة من عدم قناعة الإيرانيين بالحل السياسي ورغبتهم في مواصلة الحل العسكري وتشجيع النظام على ذلك، على عكس الجانب التركي الذي ضغط في السنة الأخيرة على المجموعات الحليفة له للقبول بالتفاوض وتقديم التنازلات”.

وبرزت إلى العلن في السابق خلافات في مواقف روسيا وإيران حول سوريا، وأكدت مصادر في وفد المعارضة شاركت في جولات أستانة لصحيفة “الحياة” أن “الإيرانيين عطلوا طويلا إنشاء منطقة خفض التصعيد في إدلب بإلحاحهم على أن يشاركوا في نقاط المراقبة”.

ونقلت صحيفة الحياة عن خبير روسي في الشأن الإيراني مقرب من دوائر صنع القرار أن “التغير في لهجة روسيا والمطالبة بانسحاب حزب الله والميليشيات الإيرانية، يُعد سابقة”، لافتا إلى أن “الخلافات كانت موجودة دائما، لكنها كانت تتناول مواضيع الاستثمار في مجالات الطاقة والفوسفات ورغبة كل طرف في زيادة حصته”. وزاد: “رفضت روسيا بشدة رغبة إيران في إنشاء قاعدة بحرية على الساحل السوري حتى لا تدخل في مشكلات مع إسرائيل، ولعدم رغبتها في تقاسم الساحل السوري مع أي قوة أخرى”. ورأى أن رسالة بوتين “واضحة وهي أن الحل السياسي يجب أن يمضي، مع ضمان عدم تحوّل سوريا إلى قاعدة للإيرانيين وحزب الله”.

أقسام
من الانترنت

أخبار متعلقة