قوات النظام تعلن اكتمال سيطرتها على دمشق بعد موافقة تنظيم داعش على الانسحاب بضمانات روسية

سيطرت قوات النظام السوري والمليشيات الأجنبية المؤازرة لها على كل كامل مدينة دمشق ومحيطها للمرة الأولى منذ عام 2012 معلنة إياها “مناطق آمنة” إثر خروج العشرات من مقاتلي تنظيم...
عناصر من الجيش العربي السوري تعفش ممتلكات المواطنين واللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك - 21 أيار 2018

سيطرت قوات النظام السوري والمليشيات الأجنبية المؤازرة لها على كل كامل مدينة دمشق ومحيطها للمرة الأولى منذ عام 2012 معلنة إياها “مناطق آمنة” إثر خروج العشرات من مقاتلي تنظيم داعش من الأحياء الدمشقية التي كانوا يسيطرون عليها برعاية وضمانات روسية.
وجاء إعلان قوات النظام بعد ساعات من خروج آخر مقاتلي التنظيم من الأحياء الجنوبية بموجب اتفاق إجلاء برعاية روسية أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان وأغفله إعلام النظام السوري وإعلام المقاومة والممانعة.
وأعلنت قوات النظام في بيان لها “القضاء على أعداد كبيرة من مسلحي داعش ما أدى إلى إحكام السيطرة التامة على منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك” لتصبح بذلك “دمشق وما حولها وريفها وبلداته مناطق آمنة بالكامل وعصية على الإرهاب ورعاته”.
وفقدت قوات النظام تدريجيا في العام 2012 السيطرة على أحياء في جنوب العاصمة بدءا من حي التضامن ثم في حي جوبر شرقها وفي محيطها. وفي العامين 2017 و2018، شنّت قوات النظام بمساعدة من عشرات الآلاف من عناصر مليشيات المرتزقة الإيرانية وقيادة روسية عمليات عسكرية عدة أعقبتها اتفاقات إجلاء بدأت بخروج الثوار من أحياء في شرق العاصمة، ثم من محيطها. وكان أبرز تلك العمليات في نيسان/أبريل 2018 مع خروج الفصائل المعارضة من الغوطة الشرقية، التي بقيت لسنوات معقلها الأبرز قرب العاصمة.
وبعد الانتهاء من محيط دمشق، بدأ النظام في 19 الشهر الماضي هجوما على أحياء في جنوب العاصمة كانت تحت سيطرة التنظيم منذ عام 2015 هي الجزء الأكبر من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وأجزاء من أحياء الحجر الأسود والتضامن والقدم.
وبعد أسابيع من المعارك والقصف، تم التوصل إلى اتفاق لإجلاء مقاتلي التنظيم وعائلاتهم. وبدأ تنفيذ اتفاق الإجلاء برعاية روسية يوم الأحد الفائت، واستكمل فجر أمس الاثنين بخروج الدفعة الثانية من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان “انتهت عملية الإجلاء بخروج 1600 عنصر من تنظيم داعش وأفراد من عائلاتهم على متن 32 حافلة يومي الأحد والاثنين”، وتوجه هؤلاء إلى جيب تحت سيطرة التنظيم في البادية السورية.
ومنذ التوصل إلى الاتفاق، يوم السبت الماضي، سرى هدوء في جنوب العاصمة بعد أسابيع من المعارك العنيفة والقصف الجوي والمدفعي، وعمد التنظيم إلى إحراق “مقاره وآلياته” قبل خروج عناصره.
وفي أول تعليق رسمي، تحدث مصدر عسكري سوري عن اتفاق لوقف نار “مؤقت” و”لأسباب إنسانية” جرى خلاله “إخراج النساء والأطفال والشيوخ من منطقة الحجر الأسود” المحاذية لمخيم اليرموك من دون أن يأتي على ذكر مقاتلي التنظيم.
وتمت عملية الإجلاء وفق المرصد “ليلا بشكل سري وبعيدا من الأضواء”، وعزت بعض المصادر ذلك إلى أسباب عدة بينها أن نظام الأسد لا يرغب في استفزاز حاضنته الشعبية بعد مقتل الآلاف من عناصره على يد التنظيم دون أي رد منه وكان قد وعد بـ”إبادة” التنظيم وعناصر في دمشق وأنه لن يفاوضه مهما كانت الضغوط.
وأكد مصدر مطلع على المفاوضات التوصل إلى اتفاق قبل يومين إثر مفاوضات بين داعش وروسيا بعد خسائر كبيرة منيت بها قوات النظام والمليشيات الحليفة لها.
وقالت مصادر لوكالة فرانس برس أن عناصر داعش خرجوا من دمشق على دفعات صغيرة ليلا، موضحا أن “الجزء الأكبر توجه إلى مواقع التنظيم في البادية جنوب الفرات لأن الأمريكيين لم يوافقوا على دخولهم مواقع التنظيم شمالي الفرات، فيما ذهبت مجموعة أصغر إلى مناطق سيطرة جيش خالد بن الوليد في وادي اليرموك.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، قال التحالف الدولي إنه كان “على علم بالتقارير حول عملية الإجلاء من جنوب دمشق ويراقب الوضع”، من دون إضافة أي تفاصيل.

أقسام
من الانترنت

أخبار متعلقة