أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، أن التسوية النهائية التي تم الاتفاق عليها بخصوص مستقبل مدينة منبج وضعت لتكون مقبولة من جميع الأطراف، فيما لفت وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إلى وجود تاريخ محدد لتطبيق خارطة طريق في منبج، مشيرا إلى أن التنسيق مع واشنطن ليس بديلا عن المساعي المبذولة مع روسيا.
وقالت نويرت، خلال مؤتمر صحافي عقدته يوم أمس الثلاثاء، إن “الولايات المتحدة والحكومة التركية من خلال المحادثات التي جرت بين وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، توصلتا إلى تسوية من أجل إحلال الاستقرار في منبج”.
وأضافت: “نعتقد أن هذه التسوية ستكون مقبولة بالنسبة لجميع الأطراف، بما فيها أولئك الذين يعيشون في منبج”. وذكرت أن هذه التسوية تنص على “انسحاب عناصر وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة الكرديتين من منبج نحو مناطق شرق نهر الفرات، كجزء من هذا الاتفاق”، رافضة الخوض في التفاصيل الانسحاب.
وشددت المسؤولة الأمريكية على أن “وزير الخارجية الأمريكي ونظيره التركي، يدعمان خارطة طريق”، مستدركة: “الأمور قد تتغير مع الزمن إذا تغيرت الشروط في الميدان”. واعتبرت أن “هذا هو بداية لسلسلة من المحادثات التي ستستمر سواء بين وزيري الخارجية أو من خلال فرق العمل”.
وتابعت “نريد أن يكون هناك استقرار آمن في منبج وهذه مسألة ملتزمون بها معا، وسنستمر في العمل بجد مع حلفائنا في تركيا”. وأردفت “نريد أن يتم تحقيق الاستقرار في تلك المنطقة”.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أعلن عن وجود تاريخ محدد لتطبيق خارطة طريق في منبج، مشيرا إلى أن الأمر يتعلّق بأقل من 6 أشهر، وأن الأمر يتعلق بالخطوات المنفذة ميدانيّا”.
وقال جاويش أوغلو، خلال تصريحات إعلامية أدلى بها عقب مباحثات أجراها في العاصمة الأمريكية واشنطن، إن “تنظيم PYD الامتداد السوري لمنظمة PKK الإرهابية، يسيطر على معظم أجزاء محافظتي الحسكة والرقة وصولا إلى مدينة منبج بريف حلب”.
وتابع جاويش أوغلو “سنعمل أولا على معالم خارطة طريق من أجل إخراج PYD من منبج”، مؤكّدا تأمين عودة من اضطروا لمغادرة ديارهم تحت ضغط التنظيم الإرهابي إلى منازلهم بالمدينة.
وبيّن أن خارطة الطريق المتفق عليها مع الأمريكان تهدف لتطهير مدينة منبج من جميع التنظيمات الإرهابية، وتأسيس أمن واستقرار دائمين في المدينة، لافتا إلى وضع خطة من ثلاث مراحل أساسية لتحقيق ذلك.
وذكر أن المرحلة الأولى تتمثل بانسحاب PYD/PKK من منبج، ثم سيتم وضع خطة لتطهير المؤسسات المحلية من عناصر التنظيم، ولاحقا ستتعاون الولايات المتحدة وتركيا في تشكيل مؤسسات محلية وأمنية في المدينة.
وأضاف وزير الخارجية التركي أنه في المرحلة الثالثة ستسيّر الولايات المتحدة وتركيا دوريات عسكرية مشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار بمنبج. ولفت إلى أن أهالي منبج سيعودون إلى ديارهم بعد توفير الأمن والاستقرار في مناطقهم، مشيرا إلى أن الجانبين يبحثان تطبيق خارطة طريق منبج في المناطق السورية الأخرى.
وأضاف أنه في حال تطبيق خارطة الطريق بمنبج، سيكون البلدان قد تخلصا من أحد العناصر التي تفسد العلاقات بينهما. وأردف أن بحوزة بلاده جدولا زمنيا واضحا لتطبيق خارطة الطريق، إلا أن العملية ستكون مرتبطة أكثر بالخطوات الميدانية التي سيتم اتخاذها.
وأكد أن تركيا والولايات المتحدة ستعملان على تحديد العناصر التي ستحل مكان عناصر PYD/PKK عقب إخراجها من منبج، مضيفا أن العمل مع أمريكا في سوريا ليس بديلا عن المساعي التي تبذل مع روسيا.
من جهتها، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية أن مستشاريها العسكريين سيغادرون مدينة منبج بريف حلب، وذلك بعد يوم من إعلان أنقرة وواشنطن التوصل لاتفاق على خارطة طريق حول منبج.
وقالت الوحدات في بيان لها إن قواتها انسحبت من مدينة منبج في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لكن مستشاريها العسكريين ظلوا هناك لتقديم العون لمجلس منبج العسكري، فيما أعلن مجلس منبج العسكري أن لا علم له بالموضوع.
وقال المتحدث باسم مجلس منبج العسكري، شرفان دوريش، إنه لا علم للمجلس بأي اتفاقية بين تركيا والولايات المتحدة بخصوص منبج، وأكد أنه لم يتم إعلامهم بأي بنود من الاتفاقية، التي أعلن عنها الأتراك والأمريكان، مضيفا أنه لا يمكنه التعليق، في انتظار التأكد من هذه الاتفاقية وبنودها.
6 يونيو، 2018 1308 مشاهدات
أقسام
أخبار