الجيش الحر يُفشل هجوما شرقي درعا ويقتل ويصيب العشرات من قوات النظام والمليشيات الأجنبية

نجحت فصائل الجيش السوري الحر في إفشال هجوم جديد شنته قوات النظام على محور بصر الحرير شرقي درعا اليوم الاثنين ما أسف عن مقتل وإصابة العشرات من قوات النظام والمليشيات الأجنبية المؤازرة فيما واصل طيران النظام والطيران الروسي استهداف مدن وبلدات المحافظة المحررة.
حيث قالت مصادر في الجيش السوري الحر في ريف درعا الشرقي أن مقاتلي الجيش نجحوا في صد الهجوم الذي شنته قوات النظام والقوات الرديفة والحليفة لها منذ فجر اليوم الاثنين تحت غطاء مدفعي وصاروخي كثيف وأن المعارك والاشتباكات لا تزال مستمرة دون أي تقدم لقوات النظام في تتكبد القوات المهاجمة خسائر كبيرة نتيجة استهدافها واستهداف مواقعها ودشمها وآلياتها بمختلف أصناف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
كما أكدت غرفة عمليات “البنيان المرصوص” التي تدير المعارك في درعا أسر عدد من قوات النظام معظمهم مجندون أغرار تم الزج بهم في المعارك مؤخرا وجنود آخرون من مليشيات محلية مدعومة من روسيا خصوصا من قوات النمر.
وقالت مصادر تابعة للنظام إن العقيد “هيثم أحمد عبود” أحد ضباط قوات النمر قتل خلال المعارك على جبهات ريف درعا الشرقي، كما قتل معه عدد من المجندين وصف الضباط ممن يعملون تحت إمرته باستهاف آليتهم بصاروخ موجه.
إلى ذلك، نشر الدفاع المدني السوري على معرفاته على مواقع التواصل الاجتماعي أنباءا عن وقوع قصف عنيف من قبل الطيران المروحي التابع للنظام بستة براميل متفجرة على الأحياء السكنية في مدينة درعا البلد، وأن فرقه عملت على الاستجابة العاجلة للتحقق من أماكن الاستهداف وإسعاف المصابين.
كما “زف” الدفاع المدني السوري الشهيد المتطوع إبراهيم طراد أبو سالم إثر تعرضه لقصف خلال غارة روسية أثناء أداء واجبه الإنساني بإسعاف وإخلاء المدنين في بلدة الحراك في ريف درعا الشرقي.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أبلغت فصائل الجيش السوري الحر بأنها لن تتدخل عسكريا لدعمها في مواجهة الهجوم الذي تشنه قوات النظام وحلفاؤها من المليشيات الأجنبية.
حيث جاء في رسالة كتبت باللغة العربية ووجها مسؤولون عسكريون أمريكيون لقادة في الجيش الحر “لا بد من توضيح موقفنا: نفهم أنه يجب اتخاذ قراركم حسب مصالحكم ومصالح أهاليكم وفصيلكم وينبغي ألا تسندوا قراركم على افتراض أو توقع بتدخل عسكري من قبلنا”.
وبدأت قوات النظام السوري منذ يوم الثلاثاء الفائت تكثيف قصفها على مدن وبلدات محافظة درعا وتحديدا ريفها الشرقي، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمعارضة أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر الطرفين بالإضافة إلى عدد من المدنيين.
وقالت الرسالة الصادرة عن جهة رسمية أمريكية حسب قيادي في الجيش الحر “نحن في حكومة الولايات المتحدة الأمريكية نتفهم الظروف الصعبة التي تواجهونها الآن ولا نزال ننصح الروس والنظام السوري بعدم القيام بأي عمل عسكري”.
وقال قيادي في الجيش الحر إن “محتوى الرسالة أن أمريكا لن تكون قادرة على مساعدة الجنوب، أي ما معناه دافعوا عن أنفسكم”، مشيرا إلى أن الرسالة جاءت كـ”توضيح من الولايات المتحدة وليست ردا على طلب من الفصائل”. وأضاف “نحن نعرف أساسا انهم لن يتدخلوا”.
وبعد سيطرتها في الشهرين الماضيين على الغوطة الشرقية وأحياء في جنوب العاصمة، حددت دمشق منطقة الجنوب السوري وجهة لعملياتها العسكرية. وتستقدم منذ أسابيع تعزيزات عسكرية الى المنطقة.
ويسيطر فصائل الجيش الحر على 70 في المئة من كل من محافظتي القنيطرة ودرعا، ويقتصر تواجدها في السويداء على أطراف المحافظة الغربية، وتخضع المنطقة لاتفاق مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا، وقد أُعلن فيها وقف لإطلاق النار برعاية أمريكية أردنية في تموز/يوليو من العام الماضي، لتشهد توقفا نسبيا في الأعمال القتالية.
ودعت كل من واشنطن والأمم المتحدة أول أمس السبت إلى وقف العمليات العسكرية في الجنوب. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي “ستكون روسيا مسؤولة عن أي تصعيد جديد في سوريا”.
وشاركت روسيا ليلة السبت للمرة الأولى منذ عام في شن غارات على مناطق سيطرة المعارضة في درعا دعما لقوات النظام، فيما تشن مروحيات النظام قصفا بالبراميل المتفجرة على بلدات الحراك وناحتة والمجيدل في القطاع الشرقي لريف درعا، ما تسبب في وقوع إصابات في صفوف المدنيين وأضرار مادية وموجة نزوح كبيرة.
كما شنت قوات النظام قصفا صاروخيا طاول مناطق في بلدات وقرى داعل والشياح وجدل والشومرة والحراك والكرك الشرقي والنعيمة ومليحة العطش في ريف رداع، ومناطق أخرى في المدينة، فيما ردت فصائل المعارضة بالقذائف على مواقع النظام العسكرية والأمنية في مدينة درعا.
وتشن قوات النظام والمليشيات المساندة لها هجومها من ثلاثة محاور هي: محور قرية البستان ومحور كتيبة الدفاع الجوي في حران، إضافة إلى محور صما الهنيدات. وأكد مصدر في الجيش السوري الحر أن جميع تلك المحاولات فشلت، مشيرا إلى تعزيزات إضافية وصلت إلى منطقة سكاكا والدورات.