تراجعت السلطات اللبنانية عن تجريف أربعة مخيمات في بلدة عرسال تضم 600 عائلة من اللاجئين السوريين، وذلك بعد استجابتها لنداءات المسؤولين عن هذه المخيمات ومراعاة لقاطني هذه المخيمات.
حيث قال رئيس لجنة صوت اللاجئ في عرسال مسعود محمد لوكالة “مسار برس” إن قرار وزارة الداخلية والبلديات اللبنانية المتضمن تجريف المخيمات الأربعة في عرسال تم تأجيله إلى أجل غير مسمى، وذلك بعد اجتماع طارئ لهيئة القلمون الغربي مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، كوزير اللاجئين ومسؤولي البلديات والنائب بكر الحجيري ووزير الداخلية ورئيس الحكومة، بالإضافة إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، من أجل إيقاف القرار الذي لم يصدر بشكل رسمي.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من قيام قوات الدرك اللبناني بتبليغ كل من مخيم الشهداء ومخيم قرية حياة ومخيم الزعيم ومخيم الخجا بوجوب إخلاء المخيمات الأربعة من أجل القيام بتجريفها بحجة وجود غرف مبنية بدون تراخيص.
وتضم المخيمات الأربعة ما يقارب 600 عائلة، تعيش في ظروف إنسانية صعبة، تشرف عليها عدد من الجمعيات الإغاثية.
واعتبر محمود الطويل وهو أحد سكان المخيمات المهددة بالجرف، أن هذه الخطوة تأتي نتيجة تخوف اللبنانيين من استيطان السوريين في لبنان، وفي إطار التضييقات المطبقة على السوريين لإجبارهم على العودة إلى سوريا.
وأشار الطويل إلى أن هذه المخيمات لا تتلقى من المساعدات إلا النذر اليسير، وقد قام سكانها باستدانة أموال بهدف بناء غرف من البلوك على نفقتهم الشخصية، تقيهم العواصف والأمطار والبرد والسيول بعد أن عانوا في السنوات الماضية من سوء الأحوال الجوية.
واعتبر الطويل أن أغلب العائلات التي عادت إلى سوريا لم تكن لها مشكلة مع النظام السوري ولم تتعرض لملاحقات أمنية، ولا يدري أحد ما الذي حدث لها بعد عودتها إلى سوريا، مشيرا إلى أن معظم العائلات السورية في المخيمات غير قادرة على العودة إلا برعاية دولية وضمانات واضحة معلنة، تحميها من الملاحقة الأمنية.
وكان وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل قد صرح قبل أيام، خلال زيارته لبعض مخيمات للاجئين السوريين، أنه “لا عودة عن العودة”، معتبرا أن مشهد المخيمات السورية في عرسال بأنه “منظر لا يليق لا بسوريا ولا بلبنان”.
في حين قال الرئيس اللبناني ميشيل عون “لن ننتظر حدوث حل سياسي كامل كشرط لعودة اللاجئين السوريين لبلادهم، عودتهم ستكون بداية الحل السياسي”.