أعرب السفير الروسي في لبنان، أليكسندر زاسيبكين، عن مخاوف بلاده من تصعيد إسرائيلي في سوريا يتبعه رد من قوات النظام والمليشيات الإيرانية، فيما أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني عن عدم معاداته لليهود من فيينا، خلال جولة أوروبية له الأسبوع الماضي، كما أجرى علي أكبر ولايتي، المطلوب من الأرجنتين لتورطه في أعمال إرهابية وتفجير المركز الثقافي اليهودي في بوينس آيرس عام 1994، قبل وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو للتباحث في تسوية بين إيران وإسرائيل برعاية الرئيس فلاديمير بوتين.
جاء ذلك فيما أعلنت إسرائيل إسقاط طائرة مسيرة قادمة من سوريا، في حادث هو الثاني خلال أسبوع، حيث وجه الجيش الإسرائيلي ضربات جوية ومدفعية على مواقع إيرانية في الجنوب السوري.
وأعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق صاروخ من طراز “باتريوت” على طائرة مسيرة “درون” انطلقت من الأجواء السورية، وحلقت فوق المنطقة المنزوعة السلاح، واقتربت من الحدود الإسرائيلية، ملوحا بـ”مواصلة العمل ضد محاولات لانتهاك اتفاق فض الاشتباك لعام 1974″.
وأتى الحادث بعد يومين من لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، فيما أطلق السفير الروسي لدى لبنان أليكسندر زاسيبكين تحذيرات من خطورة الوضع الناجم عن استهداف إسرائيل مواقع في أراض سورية، واتخاذ النظام السوري وحلفائه خطوات جوابية.
وقال زاسيبكين خلال تصريحات نقلتها وكالة “إنترفاكس” الروسية إن “هذا الجانب من المواجهة من شأنه أن يتسبب في تصعيد التوتر، ويستدعي جهودا لمنع خروج الوضع عن السيطرة”.
إلى ذلك، اتهم علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية للمرشد الإيراني علي خامنئي، في تصريحات قبل مغادرته موسكو، الولايات المتحدة الأمريكية بالسعي إلى “تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق، وسوريا إلى خمس”. واعتبر أن الذين يقولون أن روسيا تريد من إيران الخروج من سوريا “يريدون ضرب الوحدة الحاصلة بين موسكو وطهران”، مشددا على أن الحضور الإيراني ليس مرتبطا بإسرائيل أبدا.. وجودنا ننسقه مع روسيا وليست له علاقة بإسرائيل وما تريده”.
وفي محاولة للتقليل من أهمية زيارة نتانياهو الأخيرة موسكو، قال ولايتي: “لا نعير أي اهتمام لأي كلام يقوله نتانياهو، لقد جاء إلى روسيا، وماذا فعل؟ حضر مباراة لكرة القدم”. وشدد على أن “وجودنا في سوريا والعراق استشاري، وإذا أرادت هذه الدول أن نخرج، سنخرج فورا”، مؤكدا أن “سوريا والعراق لم تكونا قادرتين بمفردهما على مواجهة الإرهاب، وهما طلبتا منا العون، وساعدناهما لمدة أربع سنوات”.
وفي إشارة إلى دور إيران في سوريا، قال ولايتي إن “حكومة الرئيس بشار الأسد كانت ستسقط في غضون أسابيع لولا مساعدتنا. ولو لم تكن إيران موجودة، لكان العراق وسوريا تحت سيطرة أبو بكر البغدادي”. مضيفا “إن لم يترك الأمريكان الشرق الأوسط سنجبرهم على تركه بالقوة”.
وجدد تأكيد أن إيران “ستحافظ على وجود مستشاريها العسكريين”، محذرا “في حال خرجنا، وبعدنا خرجت روسيا، سيعود الإرهابيون”. وشدد على أن “طلب البُلدان الأخرى، وبينها الولايات المتحدة، خروج قواتنا من سوريا، في غير محله، فالولايات المتحدة لم تدعُ إيران إلى سوريا، وليس لها الحق في المطالبة بخروج المستشارين منها”.