استبعدت مزن مرشد، عضو المكتب السياسي في تيار الغد السوري، أن تؤدي القمة الروسية التركية الإيرانية التي أعلنت عن استضافتها طهران قريبا، أو أن يؤدي اجتماع مندوبي هذه الدول في أستانة منتصف الشهر المقبل إلى نتائج يمكن للسوريين لمسها في المدى المنظور.
وكانت موسكو قد كشفت عن اجتماع قريب يضم الدول الضامنة لمباحثات أستانة الشهر المقبل، بعد اجتماع سيعقد في مدينة سوتشي نهاية الشهر الحالي بحضور ممثلين عن المعارضة السورية والمبعوث الأممي، استيفان دي ميستورا، وذلك بعد إعلان طهران عزمها استضافة قمة تجمع رؤساء كل من روسيا وتركيا وإيران.
حيث أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان ناقشا خلال اتصال هاتفي الخطوات المشتركة لتسوية الأزمة في سوريا، فيما بدأت قوات النظام السوري حملة قصف مكثف منذ فجر اليوم الأحد في محافظة القنيطرة حيث سيطرت على إحدى البلدات في ريفها.
وأجرى الرئيس بوتين، يوم أمس السبت، اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي تناولا خلاله مساعي حل الأزمة السورية وتعزيز التعاون المشترك بناء على قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة والاتفاقيات التي تم التوصل إليها ضمن إطار مسار أستانة، بحسب بيان للكرملين.
وقالت مزن مرشد في تصريح لصحيفة “إيلاف” إن ما عودتنا عليه الدول الضامنة الثلاث روسيا تركيا إيران قبل كل اجتماع لها “بأن تطمئننا بعزمها على الحل وإيجاد صيغ التقارب وإنهاء الصراع المسلح في البلاد مع عدة ضمانات وتعهدات”. وأضافت أن ما كنا نشهده على الأرض كان بعيدا كل البعد عن جوهر الاتفاقات والتوافقات والضمانات، ما يؤكد وجود اتفاقات أخرى غير معلنة بين هذه الدول.
وأشارت عضو المكتب السياسي في تيار الغد السوري إلى أن نتائج اتفاقات مناطق خفض التصعيد والمتفق عليها في أستانة بين الدول الضامنة لم تسفر عن إيجاد حل للقضية السورية التي يزداد تعقيدها يوما بعد آخر، ولم تؤد إلى اتفاق على خارطة طريق تمنح السوريين في نهاية المطاف دولة مواطنة وقوانين وديمقراطية وتداولا سلميا للسلطة بقدر ما هي اجتماعات ترسم خطوط التوافق بين مصالح هذه الدول وما يمكن اقتسامه من نفوذ ومصالح في مستقبل سوريا.
كما أعربت مرشد عن خشيتها حول ما تم تداوله مؤخرا عن اعتزام قوات النظام التدخل في محافظة إدلب بعد الانتهاء من عملية درعا والقنيطرة، مؤكدة أن ذلك سينسف “أستانة” وما وجدت من أجله، وأننا أمام مزيد من الصفقات السياسية الدولية على الأرض السورية وخصوصا بين الدول الراعية لعملية أستانة.
ولفتت إلى أن “ما نأمله ونسعى لتحقيقه فعلا أن تسهم المعارضة السياسية السورية بدور فاعل مع الدول المتدخلة في سوريا للضغط باتجاه إيجاد حل يوقف إراقة المزيد من الدماء ويمهد لحل سياسي حقيقي ودائم وقابل للحياة بات ملحا الآن أكثر من أي وقت مضى”.
ومن المخطط أن يتضمن لقاء سوتشي، الذي سيحضره مراقبون دوليون بالإضافة إلى روسيا وتركيا وإيران، عقد اجتماعات لمجموعة العمل لتبادل المحتجزين والبحث عن المفقودين في سوريا، فيما يرجح مراقبون أن يتم بحث مصير محافظة إدلب (آخر مناطق خفض التصعيد في سوريا) خلال اجتماع أستانة وقمة طهران المقبلين.