أكد منذر آقبيق، الناطق الرسمي باسم تيار الغد السوري، إن عملية إجلاء متطوعي الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” هي عملية إنسانية بحتة قامت بها عدة دول غربية برعاية الأمم المتحدة بسبب المخاطر المحدقة بحيواتهم بعد تهديد صريح من قبل النظام السوري بإعدامهم كونه يعتبرهم منظمة إرهابية.
وتساءل آقبيق، خلال تصريحات متلفزة مع قناة “روسيا اليوم” عن سبب التحامل على متطوعي “الخوذ البيضاء” مع أنهم ينتمون إلى منظمة إنسانية تعمل على إنقاذ المواطنين السوريين سواء كانوا معارضين أو موالين للنظام، مؤكدا أنهم الآن في حالة خطر لأن النظام يعتبرهم أعداء ويريد أن يقتلهم.
وفي معرض رده عن سؤال حول سبب اهتمام الغرب وتعهده بإعادة توطين متطوعي “الخوذ البيضاء” في ثلاث دول هي بريطانيا وألمانيا وكندا، قال آقبيق إن هذا أمر طبيعي وهي مسألة إنسانية يجب الترحيب بها لا الاعتراض عليها أو التشكيك في نواياها، لأن هناك خطر مؤكد على حيوات هؤلاء المتطوعين. وأضاف أن كونهم شبابا مدربين على عمليات إنقاذ العالقين تحت الأنقاض يمكن الاستفادة منهم أيضا في إنقاذ الناس في حال وقوع كوارث طبيعية في الدول التي عرضت استضافتهم.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد كشف أنه تلقى اتصالين هاتفيين من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، وطلبا منه المساعدة في إخراج متطوعي “الخوذ البيضاء” من الجنوب السوري إلى الأردن، وأنه استجاب لهذه المطالب بدافع إنساني وأن هؤلاء المتطوعين أنقذوا حيوات غيرهم وهم يتعرضون للخطر ويجب الآن إنقاذهم.
وأعلن مصدر في الحكومة الكندية يوم أمس الأحد أن دفعة ثانية من عناصر “الخوذ البيضاء” في مناطق المعارضة السورية، كان مفترضا أن يتم إجلاؤهم مع عائلاتهم من سوريا إلى الأردن عبر إسرائيل لكن الأوضاع الميدانية حالت دون ذلك.
وقالت تقارير إخبارية دولية إن عدد عناصر “الخوذ البيضاء” وأفراد أسرهم الذين تم إجلاؤهم من سوريا إلى الأردن عبر إسرائيل يناهز الأربعمائة شخص، فيما كان يتوقع أن يتم إجلاء 800 على الأقل.
وبحسب الحكومة الكندية فإن الدفعة الأولى التي تم إجلاؤها تألفت من 422 شخصا (حوالي 100 عنصر من الخوذ البيضاء وأفراد أسرهم) تمكنت من الوصول إلى خط فض الاشتباك في هضبة الجولان السورية المحتلة، وعبرت إلى إسرائيل ومنها إلى الأردن. لكن الدفعة الثانية “لم تتمكن من الوصول إلى الحدود بسبب الوضع الميداني” وقصف قوات النظام للمنطقة وتكثيفه للغارات الجوية عليها خلال الفترة الزمنية التي كانت خلالها الحدود الاسرائيلية مفتوحة.
وأوضح المصدر أن هذه الدفعة لا تزال عالقة في سوريا وليس معروفا ما إذا كان بالإمكان تنفيذ عملية إجلاء جديدة لإخراجها عبر إسرائيل إلى الأردن، مشيرا إلى أن الوضع الميداني لا يزال “مثيرا للحذر”.
كما أفادت شبكة التلفزة الكندية العامة “سي بي سي” أن أفراد هذه الدفعة من الخوذ البيضاء الذين لم يتمكنوا من العبور إلى إسرائيل “تلقوا نصيحة بضرورة مغادرة سوريا لأن قوات الأسد بصدد استعادة السيطرة على هذه المنطقة وثمت خطر محدق بحيواتهم”.