دعا المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا، أليكسندر لافرينتييف، المجتمع الدولي إلى المساهمة في دعم جهود عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وذلك في إطار جولة شملت الأردن ولبنان، وركزت على مبادرة طرحتها بلاده لضمان عودة آمنة لهم.
وإثر لقائه اليوم الخميس بالرئيس اللبناني، ميشيل عون، قال لافرنتييف “نناشد المجتمع الدولي المساهمة في هذا الأمر، جميع الدول”، مشيرا إلى أن “الحكومة السورية غير قادرة على تقديم الكثير من الدعم المالي”. وأضاف “من دون الدعم الدولي سيكون من الصعب جدا خلق ظروف مناسبة للذين يريدون العودة ولا يعرفون ماذا عليهم فعله”.
واقترحت روسيا على الولايات المتحدة الأمريكية التعاون لضمان عودة اللاجئين إلى سوريا بعد أيام على قمة جمعت بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب في العاصمة الفنلندية الأسبوع الفائت.
وتقضي المبادرة بوضع خطة مشتركة، وإنشاء مجموعتي عمل في الأردن ولبنان تضم كل منها بالإضافة إلى ممثلين عن البلدين مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وتحدث لافرنتييف عن “مؤشرات إيجابية” لعودة اللاجئين. وقال “هناك تغييرات واضحة والناس يعودون، وهذا مؤشر إيجابي للاجئين الذين لا يزالون في لبنان والأردن وتركيا”، مضيفا أنه “لا زلنا في بداية العملية، وما يهم هو البداية، وهناك ضرورة للبحث عن خطة حقيقية لعودة اللاجئين في لبنان إلى منازلهم”.
وبدوره، أعرب عون بدوره عن استعداد بلاده “لتقديم المساعدة اللازمة لتنفيذ المقترحات الروسية، سواء عبر اللجان التي ستُشكّل لهذه الغاية او عبر الآلية التي ستعتمد”، وفق ما جاء في بيان رئاسي.
وتقدر لبنان وجود نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري على أراضيها، بينما تفيد بيانات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن وجود أقل من مليون.
كما تستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عدد الذين لجأوا إلى البلاد بنحو 1.3 مليون.
وقد عاد منذ نيسان/أبريل مئات اللاجئين السوريين في لبنان إلى بلادهم في عملياتهم يتولاها الأمن العام اللبناني بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية السورية.
هذا فيما تحذر الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية ودولية من أن عودة اللاجئين “ليست آمنة” بعد، برغم خفة حدة المعارك والقصف في مناطق عدة في سوريا، مشددة على أنها يجب أن تكون طوعية وليست قسرية.
وسبق أن التقى لافرنتييف قبل ظهر اليوم الخميس وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في عمان. وبحث الجانبان، وفق بيان صادر عن الخارجية الأردنية، “أفكارا روسية متعلقة بعودة اللاجئين السوريين”، وأكدا أن بلديهما “سيعملان معا من أجل تشجيع العودة الطوعية للسوريين إلى بلادهم وعلى آليات تنسيق ذلك”.
ونقل البيان عن الصفدي قوله إن “الأردن تشجع العودة الطوعية للاجئين إلى وطنهم” وأنها “ستستمر بالتعاون مع روسيا من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية يقبله السوريون ويحفظ وحدة سوريا وتماسكها ويوفر الأمن والاستقرار”.
وفي إطار جولته في المنطقة، التقى لافرنتييف، أمس الأربعاء، مع بشار الأسد في دمشق حيث بحث الملف ذاته. حيث أكد الأسد، وفق ما نقلت مواقع التواصل الاجتماعي، أن “سوريا حريصة على عودة جميع ابنائها، ومن هذا المنطلق فقد رحبت بأي مساعدة ممكنة للسوريين النازحين في الداخل والخارج”.