أطلقت منظمة العفو الدولية “إمنستي” حملة من أجل المساعدة في العثور على المختفين قسريا في سوريا على مدى أكثر من سبع سنوات والكشف عن مصير 75 ألف شخص منهم موثقون لديها، وحثّ روسيا والولايات المتحدة الأمريكية على ممارسة الضغط على نظام الأسد وفصائل المعارضة كي يكشفوا النقاب عن مكان وجودهم ومصيرهم.
وقالت المنظمة في عريضة الحملة التي أطلقتها عبر موقعها الالكتروني إن النظام السوري يخضع عشرات الآلاف من المدنيين والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية والناشطين السلميين للاختفاء القسري أو الاعتقال التعسفي بهدف نشر الخوف وسط المدنيين ومعاقبتهم جماعيا.
وأضافت المنظمة أن الكثير من المواطنين السوريين تعرضوا للتعذيب أو لغيره من ضروب سوء المعاملة في السجون، وقد فارق ما يزيد على 15 ألف شخص الحياة في الحجز نتيجة لذلك.
كما حمّلت المنظمة التي تضم ملايين النشطاء الحقوقيين حول العالم جماعات المعارضة المسلحة المسؤولية عن الاختفاء القسري لمئات الأفراد في المناطق الخاضعة لسيطرتها وإخضاعهم للتعذيب ووسائل أخرى من سوء المعاملة.
واتهمت النظام السوري والمليشيات المسلحة بانتهاك القانون الدولي، حيث تتم هذه الممارسات كجزء من حملة واسعة النطاق ومنظمة ضد السكان المدنيين.
ونقلت عن الناشطة السورية والعضوة المؤسسة لجمعية “عائلات من أجل الحرية”، فدوى محمود، وهي أم وزوجة لرجلَين مختفيَين هما عبد العزيز الخير وماهر طحان قولها: “تمرّ الأيام ثقيلة وصعبة جدا. أعيش على الأمل الذي يساعدني على الاستمرار، ويدفعني إلى العمل الحثيث من أجل الإفراج عنهما. لا أفقد الأمل بعودتهما أبدا. ودائما ما أتخيل تلك اللحظة التي أسمع فيها بأنه قد تم الإفراج عنهما”.
وأكدت المنظمة أن أعضاءها لن يقفوا مكتوفي الأيدي، ولن يسمحوا باستمرار هذا الوضع، لذا حثت على المبادرة بالتحرك فورا، ودعم عائلات المفقودين والمختفين في سوريا، وذلك من خلال حثّ روسيا والولايات المتحدة على ممارسة الضغط على الحكومة السورية والجماعات المسلحة كي تكشف النقاب عن مكان وجود ومصير أحبائهم المختفين.