اعتبر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، المطالب الدولية بانسحاب مليشا الحزب والمليشيات الإيرانية من سوريا “وقاحة”، معللا أنه لا يحق للطرف “الخاسر” فرض أي شروط.
وعبر نصر الله عن غضبه، خلال خطاب متلفز من مخبئه في الضاحية الجنوبية ببيروت وأمام حشد كبير من مناصريه تابعوه عبر شاشة كبيرة كالعادة بمناسبة إحياء الذكرى الثانية عشرة لحرب تموز 2006، من تكرار إسرائيل وحلفائها المطالبة بخروج المليشيات الإيرانية ومليشيا حزب الله من سوريا.
وقال “الوقاحة أن إسرائيل المهزومة في سوريا تريد أن تفرض الشروط”، مضيفا “أنت رهانك سقط وآمالك ذهبت أدراج الرياح وتأتي الآن لفرض الشروط، على من؟ على القيادة السورية المنتصرة؟ على إيران؟ على حزب الله؟”.
وشدد الأمين العام لحزب الله على أن “زمن فرض إسرائيل شروطها على سوريا أو لبنان انتهى”، معتبرا أن “إيران في منطقتنا هي أقوى من أي زمن مضى بل هي القوة الأولى”.
ولطالما طالبت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل مرارا خلال الأشهر القليلة الماضية مطالبتها بانسحاب المليشيات الإيرانية من سوريا، فيما دمر الطيران الإسرائيلي عشرات القواعد العسكرية التابعة للمليشيات الإيرانية ومستودعات وقوافل أسلحة تابعة لحزب الله.
ويقاتل الآلاف من عناصر مليشيا حزب الله في سوريا منذ اندلاع الثورة السورية ربيع عام 2011 بأمر مباشر من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، انضم لهم لاحقا عشرات الآلاف من عناصر المليشيات الإيرانية والأفغانية والباكستانية والعراقية والذين يقدر عددهم حاليا بما يزيد عن مئة ألف مقاتل، قتل منهم على مدى سبع سنوات ما يزيد عن عشرين ألفا.
وبفضل الدعم الإيراني بالإضافة إلى الدعم الروسي، سيطرت قوات النظام المكونة من بقايا الجيش العربي السوري ومليشيا الدفاع الوطني على أكثر من ستين في المئة من مساحة البلاد، التي كانت تسيطر عليها فصائل الثوار والجيش السوري الحر. وتمكنت مؤخرا من السيطرة على محافظتي درعا والقنيطرة بموجب اتفاقات أبرمتها روسيا مع فصائل المعارضة.
وزعم نصرالله أمام مناصريه بأن المليشيا التابعة لحزبه أصبحت اليوم “أقوى من الجيش الاسرائيلي”، وقال إن “المقاومة بما تمتلك من سلاح ومن عتاد ومن إمكانات ومن عديد ومن قدرة ومن خبرات ومن تجارب هي أقوى من أي زمان مضى منذ انطلاقتها في هذه المنطقة”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد شن في تموز/يوليو 2006 هجوما مدمرا على لبنان استمر 33 يوما، بسبب خطف حزب الله جنديين إسرائيليين. وتسبب الهجوم بمقتل 1200 مدني لبناني و160 إسرائيليا معظمهم جنود ومواطنون عرب، وتدمير بنية أساسية في بيروت وعدة مدن لبنانية أخرى تقدر بعدة مليارات من الدولارات دفعتها دول عربية منها المملكة العربية السعودية والكويت وقطر، الأمر الذي اعتبره الحزب يومها “نصرا مؤزرا” بسبب فشل إسرائيل في تحقيق هدفها من الهجوم بالقضاء على الحزب وزعيمه.