أكد مستشار رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري لشؤون النازحين “نديم المنلا” أن روسيا متمسكة بمبادرتها لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم وأنها تقوم بعملية مسح للأضرار في الداخل السوري تمهيدا لهذه العودة، إلا أن عودة اللاجئين بأعداد كبيرة لن تتأمن ما لم يتوافر التمويل الدولي والضمانات الأمنية.
ولفت المنلا خلال تصريحات صحافية إلى أن لقاء مستشار الحريري للشؤون الروسية، جورج شعبان، مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، بحث هاتين المسألتين، وأن بوغدانوف كشف أنه بعد تبلغ بلاده من الأمريكيين عدم استعدادهم لتمويل العودة، بدأت موسكو العمل الجدّي للبحث عن مسار تمويل بديلة من الصين والدول العربية وغيرها من البلدان المتعاونة، وأنها تتطلع إلى اللقاء الذي سيجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في برلين، لافتا إلى أن “موسكو تعمل على الفصل بين العودة وإعادة الإعمار، نظرا إلى الكلفة المنخفضة للأولى مقابل كلفة باهظة للثانية، والعمل جار على تأمين الضمانات السياسية والأمنية اللازمة التي لا تزال غير كافية إلى الآن”.
وعن موقف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بأنّها “لا تسهل عودة النازحين إلى سوريا إلى أن تصبح الظروف ناضجة لذلك”، قال المنلا: “المفوضية كانت ممثلة في اجتماع سوتشي الأخير، وهناك تنسيق بينها وبين الروس في شأن آلية ومستلزمات وضمانات العودة، ولكن الأمور لا تحصل بكبسة زر، خصوصا في ظل شد الحبال الأمريكي الروسي، فأمريكا تعتبر أن أي تطبيع مع نظام الأسد يجب أن يأخذ طريقه بعد تسوية سياسية، وذلك ضمن إطار الكباش السياسي الحاصل على الأرض السورية، والأمر سيان بالنسبة إلى الأوروبيين الذين يطالبون بمعطيات ملموسة في شأن المسار السياسي”.
واعتبر المنلا أن “روسيا كانت متفائلة بعض الشيء بالفترة الزمنية التي طرحتها، (عودة 900 ألف نازح من لبنان خلال سنة أي ما يعادل 3000 نازح يوميا)، واعتقدت أن أوروبا يمكن أن تكون أكثر تساهلا، ولكن الواقع مخالف لذلك والأمور تتطلب بعض الوقت لتنضج في شكل كامل”.
وعن مصير اللجنة المطلوب من لبنان تشكيلها للتنسيق مع الجانب الروسي، قال: “اللجنة عبارة عن فريق لوجستي أمني تقني، ولبنان كلفت المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم هذه المهمة، وستتشكل اللجنة من الأمن العام والجيش اللبناني من دون وجود ممثلين سياسيين أو إداريين فيها، وعندما تنطلق عملية العودة في شكل جدي ستتوسع اللجنة حكما، وسيصار إلى تشكيل لجان متفرعة لمواكبة وتيرة العمل، ولكن الآن الأمور محصورة في شكل أساس باللواء إبراهيم”.
واستبعد المنلا توقع “نتائج إضافية في ملف العودة من الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية جبران باسيل لموسكو غدا الأحد”. وقال: “لا خلاف حول هذا الموضوع، ونرحب بكل من يستطيع أن يحرز تقدماً في الملف”، مشيرا إلى أن “زيارة شعبان مقررة مسبقاً في إطار جهود الحريري المتواصلة لمواكبة المبادرة الروسية ولا علاقة لها بزيارة باسيل”.
جاء هذا فيما رأى وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال غازي زعيتر المنتمي لحزب الله أن “هناك حاجة اليوم للاتصال بالجانب السوري من أجل تسهيل فتح طريق معبر نصيب الحدودي السوري مع الأردن أمام اللبنانيين”.
وأعلن أنه سيزور سوريا لحضور معرض دمشق الدولي وأرسل “برقية إلى رئاسة الحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية لأخذ العلم والموافقة”.
من جهته، دعا البطريرك بشارة الراعي، بعد لقائه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، إلى “وضع آلية عملية تطبق في شكل سريع لتأمين عودة النازحين السوريين الى بلادهم، ليعيشوا بكرامة في أرضهم ووطنهم الأصيل وللتخفيف من ثقل العبء الذي يرزح تحته لبنان نتيجة تداعيات هذا النزوح”.








