المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تدشن حملة تبرعات لدعم تعليم الأطفال السوريين

دشنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حملة تبرعات دولية على مستوى الأفراد لدعم برنامج تعليم الأطفال السوريين المقيمين داخل في مخيمات النزوح وخارجها في مخيمات اللجوء وسط حاجة...
أطفال سوريون يتلقون تعليمهم في أحد مخيمات اللاجئين في الأردن

دشنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حملة تبرعات دولية على مستوى الأفراد لدعم برنامج تعليم الأطفال السوريين المقيمين داخل في مخيمات النزوح وخارجها في مخيمات اللجوء وسط حاجة ماسة للمنظمة للتمويل الحكومي الذي انخفض بشكل كبير منذ مطلع العام الجاري.

وقالت المفوضية في حملتها التي أطلقتها على موقعها الالكتروني مخاطبة المانحين المحتملين: “إن قدرتكم على قراءة هذه الكلمات هي نعمة يفتقدها آلاف الأطفال السوريين.. نعمة التعليم.. كل يوم يغيبه طفل لاجئ عن المدرسة قد يعادل مستقبلا بأكمله. يهرب الأطفال من الحرب من دون أدنى فكرة عمّا يحدث من حولهم أو ما سيحدث لهم. المدرسة فقط يمكن أن تساعدهم على تخطي الصدمة والتعافي”.

ولفتت المفوضية إلى أكثر من مليوني طفل داخل سوريا، وقرابة الـ 700,000 طفل سوري لاجئ في الدول المجاورة، خسروا سنوات من التعليم بسبب الحرب المدمّرة في بلادهم، بل إن الآلاف منهم لم يرتادوا المدرسة ولو ليوم واحد.

وشددت على أن تعليم الأطفال يعني حمايتهم، وأن الأطفال خارج المدارس هم عرضة لخطر الموت أو العنف الجنسي والاستغلال والعمالة الرخيصة والزواج المبكر، كما يوثر التغيّب عن المدرسة سلبا على نموّهم العقلي والاجتماعي.

وأشارت “لكن أن تأتي متأخرا خير من ألاّ تأتي أبدا! بمساعدتكم اليوم تضمنون إعادة طفل لاجئ إلى مقاعد الدراسة”.

وكانت المفوضية قد قالت في دراسة سابقة لها نشرتها أواخر الشهر الفائت عن أوضاع اللاجئين المحتاجين لفرص التعلم إنه في الوقت الذي تتزايد فيه أعداد الأشخاص الذين هجروا بسب الحروب والاضطهاد في جميع أنحاء العالم، فإن أعداد الأطفال اللاجئين الملتحقين بالمدارس تخفق في مواكبة ذلك التزايد.

ووجدت الدراسة التي حملت عنوان  “عكس المسار: أزمة تعليم اللاجئين” بأن أربعة ملايين طفل لاجئ لا يرتادون المدرسة، وهو ما يشكل ارتفاعا قدره نصف مليون طفل لاجئ خارج المدرسة في عام واحد فقط.

بحلول نهاية عام 2017، تخطى عدد اللاجئين حاجز الـ25.4 مليون شخص حول العالم، من بينهم 19.9 مليون تحت ولاية المفوضية. ويشكل الأطفال أكثر من نصف هؤلاء، أي 52%، فيما 7.4 مليون طفل من بينهم في سن الدراسة.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي: “التعليم وسيلة لمساعدة الأطفال على التعافي، وهو أيضا المفتاح لإعادة بناء بلدانهم. من دون التعليم، فإن مستقبل هؤلاء الأطفال ومجتمعاتهم سوف يتعرض لضرر بالغ”.

وبحسب الدراسة، يلتحق 61% فقط من الأطفال اللاجئين بالمدارس الابتدائية، مقارنة بـ 92% من الأطفال على مستوى العالم. ومع تقدم الأطفال اللاجئين بالعمر، تزداد هذه الفجوة إذ لا يصل حوالي ثلثي الأطفال اللاجئين الذين يرتادون المدارس الابتدائية إلى المدرسة الثانوية. وبالمجموع، يلتحق 23% من الأطفال اللاجئين بالمدارس الثانوية، مقارنة بـ 84% من الأطفال على مستوى العالم.

في مرحلة التعليم الثالثي، تصبح الفجوة هوة. فعلى الصعيد العالمي، تبلغ نسبة الالتحاق بالتعليم العالي 37%، في حين أن 1% فقط من اللاجئين لديهم نفس الفرصة، وهو رقم لم يتغير منذ ثلاثة أعوام.

وأضاف غراندي قائلا: “إن المدرسة هي المكان الأول الذي يجد فيه الأطفال اللاجئون بعضا من الحياة الطبيعية بعد أشهر أو حتى أعوام. واستنادا إلى الأنماط الحالية، وما لم توظف استثمارات عاجلة، فسوف ينضم مئات آلاف الأطفال الآخرين إلى هذه الأرقام التي تبعث على الانزعاج”.

كما دعت الدراسة البلدان المستضيفة لتسجيل الأطفال اللاجئين في النظم الوطنية، بمنهاج دراسي مناسب، طوال المرحلتين الابتدائية والثانوية، للسماح بالاعتراف بمؤهلاتهم التي يمكن أن تكون نقطة انطلاقهم إلى الجامعة أو التدريب المهني العالي. وأشارت كذلك إلى أن البلدان في المناطق النامية تستضيف 92% من اللاجئين في سن الالتحاق بالمدارس في العالم وتحتاج إلى مزيد من الدعم المالي المستمر من المجتمع الدولي.

وأخيرا، دعت المنظمة إلى إقامة شراكات أقوى مع القطاع الخاص والمنظمات الإنسانية والإنمائية والحكومات من أجل زيادة الحلول المستدامة لتعليم اللاجئين.

أقسام
أخبار

أخبار متعلقة