نزوح عشرات العائلات من إدلب مع تصعيد قوات النظام لقصفها المدفعي على قراهم

نزحت عشرات العائلات السورية من العديد من القرى والبلدات في محافظة خوفا من هجوم وشيك لقوات النظام ومع تصعيد هذه القوات لقصفها المدفعي على قراهم. وسط تواصل التحذيرات الدولية...
خروج مركز الدفاع المدني السوري في بلدة التمانعة عن الخدمة جراء غارات روسية - 6 أيلول 2018

نزحت عشرات العائلات السورية من العديد من القرى والبلدات في محافظة خوفا من هجوم وشيك لقوات النظام ومع تصعيد هذه القوات لقصفها المدفعي على قراهم. وسط تواصل التحذيرات الدولية من أي معارك في المنطقة المكتظة بملايين المواطنين السوريين.

حيث استهدفت قوات النظام مجددا اليوم الخميس بالمدفعية قرى وبلدات في الريف الجنوبي الشرقي في إدلب، ما تسبب بمقتل مدني وإصابة ستة آخرين بجروح، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما شنت الطائرات الروسية ضربات في المنطقة ذاتها، حيث استهدفت مركز الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” في بلدة التمانعة وأخرجته تماما عن الخدمة.

وقال مصعب القدور، مدير مركز الدفاع المدني في بلدة التمانعة جنوب مدينة ادلب، لوكالة فرانس برس إن عشرات القذائف والصواريخ استهدفت المركز صباح اليوم أثناء وجوده مع فريق العمل داخله، مضيفا “عند توقف القصف أخلينا المركز بسرعة. وبعد ربع ساعة تم استهدافه بطائرات حربية ما أدى إلى خروجه من الخدمة”.

وولفتت الوكالة نزوح عشرات العائلات من الريف الجنوبي الشرقي قبل ظهر اليوم، وقد توجه بعضها الى مزارع مجاورة، بينما سلكت عائلات أخرى الطريق الدولي المؤدي إلى مناطق الشمال قرب الحدود السورية التركية.

وحمل النازحون في سياراتهم والحافلات الصغيرة ما تمكنوا من أوان منزلية ومؤن وفرش وحتى خزانات مياه.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “نحو 180 عائلة، أي ما يعادل قرابة ألف شخص” نزحوا منذ مساء أمس الأربعاء نحو مناطق تحت سيطرة فصائل المعارضة في ريف حلب الغربي المجاور ومنطقة عفرين الواقعة على الحدود مع تركيا”.

هذا فيما تواصل قوات النظام إرسال تعزيزات عسكرية إلى محيط محافظة إدلب، وكثفت خلال الأيام الأخيرة عمليات القصف والغارات على جنوب شرق إدلب بمشاركة الطيران الروسي بعد توقف استمر 22 يوما.

وقال أبو ناصر النازح من قرية التح الذي وصل الى مخيم كفرلوسين في منطقة باب الهوى الحدودية مع تركيا لوكالة فرانس برس “غادرنا بسبب القصف المكثف على قريتنا وعلى القرى الأخرى. كان القصف جنونيا وعشوائيا”.

وأضاف وهو يجلس في شاحنة وقربه أطفال وامراة ورجل مسن “لا نعرف إلى أين نتوجه الآن. حالنا حال جميع الناس الذين خرجوا من المنطقة”.

وتؤوي إدلب مع جيوب محاذية لها نحو ثلاثة ملايين شخص، وفق الأمم المتحدة، نصفهم من النازحين. وبينهم عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة الذين تم إجلاؤهم مع مدنيين على مراحل من مناطق عدة في البلاد.

وكانت واشنطن قد دعت مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع لبحث الوضع في إدلب يوم غد الجمعة، بالتزامن مع قمة في إيران ستجمع الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث وستتطرق القمة الى الوضع في سوريا، وتركز بشكل خاص على التطورات في إدلب.

وعشية القمة، أعلنت الخارجية الروسية أن الجيش الروسي سيستمر في قتل “الإرهابيين” في إدلب وأماكن أخرى من سوريا لإحلال السلام وأنه لا حل سياسي دائم في سوريا دون سيطرة النظام على إدلب.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، في تصريحات نشرتها وكالات الأنباء الروسية “قتلنا ونقتل وسنقتل الإرهابيين، إن كان في حلب أو إدلب أو في أماكن أخرى في سوريا. يجب أن يعود السلام إلى سوريا”. وأضافت “هذه مسألة تتعلق بأمننا”.

وتبذل تركيا التي حذرت من “مجزرة” في حال الهجوم على إدلب، وتخشى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الى أراضيها، “جهودا مكثفة”، وفق ما أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويشش أوغلو أمس الأربعاء، لمنع الهجوم.

ويرجح محللون أن تقتصر العملية العسكرية في مرحلة أولى على مناطق محدودة ولكن استراتيجية على غرار مدينة جسر الشغور المحاذية لمحافظة اللاذقية وعلى طول خط السكة الحديدية من حلب إلى اللاذقية، بالإضافة إلى مناطق سيطرة فصائل المعارضة في محافظات مجاورة.

وحذر وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الموجود حاليا في اليونان من “مخاطر حدوث تدهور إنساني كبير” في إدلب. كما دقت المنظمات الأممية والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الإنسانية ناقوس الخطر.

وذكرت منظمة العفو الدولية في بيان لها أمس الأربعاء أن “الوصول إلى الخدمات الأساسية كالرعاية الصحية والمياه الصالحة للشرب محدود للغاية، ويعتمد معظم السكان على المساعدات الإنسانية” في إدلب.

وقالت إن “حياة ملايين الأشخاص في ادلب أصبحت الآن في أيدي روسيا وتركيا وإيران” التي تملك “السلطة للقيام بما يضمن حماية المدنيين من هذه الهجمات المتواصلة”.

كما حذرت منظمة “سايف ذي شيلدرن” اليوم الخميس من “العواقب الوخيمة” للهجوم. وقالت إن “الأطفال الذين يجب أن يتلقوا المساعدة من أجل شفائهم في إدلب، يواجهون ضربات جوية جديدة وأعمال عنف”.

ويتوقع كثيرون أن تكون معركة إدلب، في حال وقوعها، آخر أكبر معارك الثورة السورية بعدما مُنيت فصائل الثوار والمعارضة بتقهقر كبير في العديد من المحافظات الأمر الذي اعتبره النظام انتصارا على الشعب السوري الذي ثار ضده منذ 2011.

أقسام
من سوريا

أخبار متعلقة