تصاعد حدة الغارات على مراكز الإسعاف والإنقاذ في إدلب يسقط المزيد من الضحايا المدنيين

واصلت الطائرات الحربية السورية والروسية حملتها المكثفة على محافظتي إدلب وحماة مستهدفة البنى التحتية للمشافي ومراكز الإنقاذ التابعة للدفاع المدني السوري، حيث استشهد صباح اليوم الأحد طفل ووقعت عدة...
غارات عنيفة على مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي - السبت 8 أيلول 2018

واصلت الطائرات الحربية السورية والروسية حملتها المكثفة على محافظتي إدلب وحماة مستهدفة البنى التحتية للمشافي ومراكز الإنقاذ التابعة للدفاع المدني السوري، حيث استشهد صباح اليوم الأحد طفل ووقعت عدة إصابات في صفوف المدنيين في بلدة الهبيط نتيجة استهدافها بألغام متفجرة من الطيران المروحي، فيما خرج مشفى حاس عن الخدمة وأصيب ثلاثة مدنيين بجروح نتيجة استهداف المشفى ببراميل متفجرة.

كما استهدف صباح اليوم مشفى بلدة اللطامنة شمالي حماة بالبراميل المتفجرة وصواريخ الطيران الحربي وسط أنباء عن خروج المشفى عن الخدمة.

وتعرضت محافظة إدلب أمس السبت لغارات جوية روسية هي “الأعنف” منذ تهديد بشار الأسد والمسؤولين الروس بشن هجوم شامل على المنطقة للقضاء على هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” التي تسيطر على أجزاء كبيرة من المحافظة، في تصعيد يأتي غداة فشل قمة طهران في تجاوز الخلافات بين روسيا وتركيا وإيران لتجنيب المنطقة الخيار العسكري.

ويثير هذا التصعيد الخشية من بدء العد العكسي لإطلاق الهجوم الفعلي الشامل لقوات النظام وحلفائه على إدلب، في وقت تحذر الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في حال شن الهجوم الذي يهدد بنزوح قرابة 800 ألف نسمة من إجمالي نحو ثلاثة ملايين مواطن بين مقيم ونازح يقيمون في المحافظة.

ونفذت طائرات روسية عشرات الغارات أمس السبت على بلدات وقرى في ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، تزامنت مع إلقاء مروحيات قوات النظام أكثر من خمسين برميلا متفجرا ولغما بحريا على مشافي ومدارس ومنازل المواطنين والنازحين بالإضافة إلى القصف المدفعي والصاروخي المكثف. حيث تسبب القصف الجوي وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل تسعة أشخاص على الأقل بينهم طفلان.

ونقلت وكالة فرانس برس عن المرصد السوري أن هذه الغارات تعد “الأعنف” على شمال سوريا منذ شهر، حين أوقعت غارات روسية وسورية 53 قتيلا على الأقل بينهم 41 مدنيا في بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي المجاور لإدلب.

وأشارت الوكالة إلى نساء يحملن أطفالهن ومسنين في حالة من الهلع وهم يجرون في أرض زراعية قرب قرية المنطار خشية من القصف قبل أن تستهدف مروحيات بالبراميل المتفجرة القرية، ما تسبب بتدمير عدد من المنازل.

وفي أطراف قرية عابدين التي طالتها الغارات، قال أبو حسين، وهو نازح من ريف حماة الشمالي لوكالة فرانس برس “نتعرض منذ الصباح لقصف من الطيران الذي لم يتوقف عن استهدافنا”. وأضاف “ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة بالقرب منا، كان نهاراً عنيفاً. حتى الرابعة عصرا لم يفارق الطيران الأجواء”.

وعلى أطراف بلدة حاس جنوب إدلب، تعرض مستشفى مشيّد داخل جرف صخري لقصف جوي، أدى إلى تضرر عدد من أقسامه، وإصابة اثنين من الطاقم الطبي بجروح، وفق مصدر طبي، حيث تبعثرت محتويات من أدوية ومستلزمات طبية ومعدات بقاعات في قسم الإسعاف على الأرض.

ودفعت وتيرة القصف مئات عدة من العائلات إلى النزوح من القطاع الجنوبي في محافظة ادلب، حيث شوهدت عشرات السيارات والحافلات الصغيرة محملة بالمدنيين مع حاجياتهم أثناء مغادرتها المنطقة.

وتتركز عمليات النزوح خصوصا من الريف الجنوبي الشرقي الذي يستهدف منذ أيام بقصف جوي سوري وروسي. ويتوقع أن تشهد هذه المنطقة المعارك الأولى في حال بدأ الهجوم.

وحذر منذر الخليل المسؤول الطبي في إدلب من أن تشهد المحافظة “كارثة قد تكون الأكبر” في سوريا منذ اندلاع الحرب. وقال لوكالة فرانس برس “أخشى من أن نكون على وشك أن نشهد الأزمة الأكثر كارثية في حربنا”. وأضاف “هناك مخاوف كبيرة من تقدم النظام حيث لم يعد هناك غير إدلب. لا يوجد مكان آخر يمكن الذهاب إليه”.

وتسيطر هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” على أجزاء من محافظة إدلب بينما تنتشر فصائل أخرى تابعة للجيش السوري الحر في بقية المناطق، فيما تتواجد قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي. كما أن هناك وجودا للهيئة وفصائل أخرى في مناطق محاذية في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي واللاذقية الشمالي.

وتأتي الغارات غداة قمة عقدت في طهران جمعت رؤساء إيران حسن روحاني وروسيا فلاديمير بوتين وتركيا رجب طيب اردوغان، حيث فشل الرؤساء الثلاثة في تجاوز خلافاتهم حول إدلب مع تمسكهم بمواقفهم. فشددت طهران وموسكو على ضرورة محاربة “الإرهاب” وحق بشار الأسد في السيطرة على محافظة إدلب، بينما حذرت تركيا من “حمام دم”. إلا أنهم اتفقوا على مواصلة “التعاون” للتوصل الى حل لتفادي وقوع خسائر في الأرواح.

وشدد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا استيفان دي ميستورا أمام مجلس الأمن الدولي المنعقد في نيويورك أول أمس الجمعة على وجوب أن “نسمح بفتح عدد كاف من ممرات الإجلاء الطوعي المحمية للمدنيين في كل اتجاه: الشرق والشمال والجنوب”.

وسيجري دي ميستورا محادثات مع ممثلين عن تركيا وروسيا وإيران الأسبوع المقبل في جنيف حول الأزمة في إدلب.

أقسام
من سوريا

أخبار متعلقة