تدرس الإدارة الأمريكية إمكانية التعاون مع الدول الأوروبية لفرض عقوبات شاملة على روسيا في حال دعمت قوات النظام السوري والقوات الإيرانية في هجوم محتمل على محافظة إدلب التي تضم ملايين المواطنين السوريين بهدف إخضاعهم والسيطرة على المحافظة.
حيث قال موقع “دايلي بيست” في تقرير كتبته الصحفية المخضرمة كيمبرلي دوزير نشره يوم أمس الثلاثاء إلى أن إدارة ترامب تدرس إمكانية فرض “عزل اقتصادي كامل” على روسيا في حال دعمت هجوم نظام الأسد على إدلب، وأضاف التقرير نقلا عن مسؤول أمريكي إن الإدارة تعمل مع الحلفاء الأوروبيين لإرسال هذا التحذير لروسيا.
وقال مسؤول في الخارجية الأمريكية إن كبار المسؤولين عن الملف السوري في الخارجية، بالإضافة إلى ممثل الخارجية المسؤول عن سوريا السفير السابق جيمس جيفري والمبعوث الخاص جويل رايبورن سيتوجهوا إلى جنيف بهدف بناء إجماع أوربي حول إطار التحذيرات التي ستوجه لكل من روسيا ونظام الأسد.
وكان جيفري قد صرح في وقت سابق لعدد من المراسلين الصحفيين أن هناك حاجة لما سماه “مبادرة دبلوماسية كبيرة” لحل الصراع السوري المستمر منذ أكثر سبع سنوات وراح ضحيته ملايين السوريين بين قتيل ومعاق ومهجر ونازح.
كما أصدر البيت الأبيض بيانا قال فيه إن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها “سيستجيبون بسرعة وبالشكل المناسب.. إذا ما اختار بشار الأسد استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى”.
وأعلنت ألمانيا عن نيتها النظر في إمكانية نشر قواتها العسكرية في سوريا في حال تم استخدام الأسلحة الكيميائية، حيث قال ستيفن سيبرت، المتحدث باسم الحكومة “نجري محادثات مع شركائنا الأمريكيين والأوروبيين بشأن هذا الوضع”.
وتوقع مسؤول غربي كبير في واشنطن أن الهجوم على الإدلب سيكون ضمن المنطقة التي تلاقي اتفاقا واسعا، حتى من المسؤولين الأوروبيين والذين حذروا سابقا من شن أي هجوم وهددوا باستخدام العقوبات.
وقال مسؤول غربي كبير آخر “هنالك رغبة بالضغط على الكرملين. نحن نقف مع شركائنا في الولايات المتحدة فيما يتعلق بالإجراءات التي سنتخذها لردع روسيا وكبح جماحها”. وتحدث المسؤولان باسم مجهول لأنه غير المصرح لهما بمناقشة الأمور علنا.
وقال جوناثان شانزر، الخبير السابق في وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون العقوبات وتمويل الإرهاب، والذي يشغل الآن منصب نائب الرئيس في مؤسسة “FDD” للأبحاث. “يلعب الروس بقذارة ويلعبون بخشونة. يجب عليك ألا تفكر فقط بشن حرب اقتصادية بل أيضا بالممارسات الدفاعية الضرورية لحماية الحلفاء” مثل قطع إمدادات الغاز الروسية إلى الدول الأوروبية قبل فصل الشتاء.
وقال شانزر إن الولايات المتحدة لديها قائمة من الخيارات المتاحة، وأخطرها من حيث العواقب، هو خضوع القطاع الصناعي العسكري الروسي للعقوبات، مثل شركات الدفاع التي تمد آلة الحرب الروسية “لهذا السبب العقوبات إلى حد الآن تتم حساباتها واجتراحها.. يجب على المرء توخي الحذر عند التصعيد بهذه الطريقة. الحرب الاقتصادية، يمكن أن تؤدي إلى حرب فعلية”.