فيما تتصاعد وتيرة الاغتيالات التي تستهدف قياديين بارزين في هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى في محافظة إدلب؛ يتوقع بعض المتابعين أن تعلن الهيئة قبولها بالاتفاق الروسي التركي حول إقامة مناطق عازلة في المحافظة وسحب مسلحيها، فيما طمأن مسؤولون أتراك فصائل المعارضة أن القوات الروسية لن تتواجد في المنطقة المنزوعة السلاح التي نص الاتفاق على تنفيذها قبل العاشر من الشهر الجاري.
فقد اغتال مجهولون، صباح اليوم أربعة عناصر من هيئة تحرير الشام على طريق مرج الزهور حلوز بريف جسر الشغور وسلبوا أسلحتهم وهواتفهم. هذا فيما استنفرت الهيئة إثر اغتيالات طاولت عناصرها خلال هجوم استهدف أحد مقراتها شمال شرقي مدينة حلب، حيث اقتحم مسلحون فجر أمس أحد المقرات وأطلقوا النار على أربعة من العناصر.
وبخصوص آلية تطبيق الاتفاق الروسي التركي في إدلب وسط خشية الفصائل من محاولات قضم مناطق سيطرتها تدريجا، كشف الناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير، النقيب ناجي المصطفى، أن الجانب التركي “تعهد عدم تنظيم دوريات روسية في المنطقة المنزوعة السلاح”، مشددا على رفض “تسليم السلاح إذ إن بقاءه في أيدي الثوار والفصائل الثورية يمنع تقدم النظام”، كما أكد الرفض لانسحاب أي من فصائل الجبهة من الخطوط الأمامية. ولفت إلى “مؤشرات مبشرة، وهناك اقتناع يترسخ بأن الاتفاق في مصلحة شعبنا”.
وحول مساحة المنطقة المنزوعة السلاح قال المصطفى في تصريحات صحفية “عرض المنطقة ليس مهما لأننا سنبقى في نقاط الرباط وسلاحنا معنا”. ولفت إلى أن “السلاح الثقيل غير موجود أصلا على الجبهات لئلا يستهدفه الطيران”.
فيما رجّح مصدر في الجيش السوري الحر أن تنفذ الهيئة اتفاق إدلب من دون ضجة إعلامية، وأن الوضع سيتغير في حال لم تنسحب من المنطقة العازلة. لافتا إلى أن هناك اتجاها غالبا داخل صفوف الهيئة يؤيد تنفيذ الاتفاق من دون الإعلان عن ذلك رسميا، حيث إن الهيئة فتحت منذ فترة خطا تفاوضيا مع المخابرات التركية لتنفيذ الاتفاق.
وعن مصير المسلحين الأجانب في الهيئة، قال المصدر لصحيفة الحياة اللندنية إن “هناك مبالغات في تقدير عدد الأجانب وهم لا يتجاوزون ثلاثة آلاف مقاتل ضمن الهيئة والتنظيمات الأخرى الإرهابية”. وأوضح أن سيناريوات التعاطي مع هذا الملف تراوح بين “تسهيل نقلهم إلى أماكن ساخنة، أو إعادتهم إلى بلادهم أو محاكمتهم أو القضاء عليهم عسكريا أو بعمليات أمنية دقيقة”. وأضاف إن “الجانبين الروسي والتركي يواصلان العمل لتذليل هذه العقدة عبر لجنة مشتركة لبحث كل السيناريوات، انطلاقا من خصوصية كل مجموعة”.
ميدانيا، قامت قوات النظام المتمركزة في بلدات السلومية وتل مرق وعطشان وشم هوا وأبو دالي ومعان باستهداف بلدتي سكيك والتمانعة في ريف إدلب الجنوبي والأراضي الزراعية المحيطة بهما بقذائف المدفعية والصواريخ، ما تسبب بدمار في منازل المدنيين.
هذا فيما انفجرت عبوة ناسفة زرعها مجهولون في منطقة المطاحن بمدينة إدلب، ما أدى إلى إصابة مدني بجروح، بينما انفجرت طلقة رشاش ثقيل من مخلفات معارك إدلب في يد طفل بحي الشيخ ثلث في المدينة أثناء لعبه بها، ما أسفر عن مقتله.
أما في ريف محافظة حماة الشمالي، فقد عملت قوات النظام على تفجير الألغام في محيط مدينتي طيبة الإمام وصوران والتي كانت قد زرعتها في وقت سابق في محيط حواجزها.