أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن روسيا أنجزت تسليم سوريا بطاريات صواريخ للدفاع الجوي من طراز “إس 300″، وذلك تنفيذا لقرار الرئيس فلاديمير بوتين في أعقاب إسقاط الجيش العربي السوري عن طريق الخطأ طائرة عسكرية روسية خلال محاولة التصدي لغارة شنتها أربع مقاتلات إسرائيلية من طراز “إف 16” على مواقع عسكرية تابعة لإيران وحزب الله اللبناني في محافظة اللاذقية.
حيث قال شويغو خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي إن الجيش الروسي أنجز يوم أول أمس الاثنين “تسليم أنظمة إس 300″، مشيرا إلى أن الجيش العربي السوري تسلم ما مجموعه أربع منصات لإطلاق هذه الصواريخ المضادة للأهداف الجوية البعيدة المدى.
وكان الوزير الروسي قد كشف الأسبوع الماضي أن “القوات المسلحة السورية ستتسلم منظومات الدفاع الحديثة إس 300 خلال أسبوعين”، مشيرا إلى أن هذه المنظومات التي لم تسلمها روسيا إلى سوريا من قبل بسبب تحفظات إسرائيلية “قادرة على اعتراض أي طائرة على بعد أكثر من 250 كيلومترا ويمكنها أن تضرب عدة أهداف في الجو في وقت واحد”.
وأصدر الالرئيس الروسي أوامره بتسليم سوريا هذه المنظومات الدفاعية المتطورة بعد أسبوع من إسقاط الدفاعات الجوية السورية من طريق الخطأ طائرة استطلاع من طراز إليوشين 20 روسية فوق البحر الأبيض المتوسط أثناء تصديها لغارة جوية إسرائيلية في حادثة أدت إلى مقتل 15 عسكريا وضابطا روسيا حيث حملت موسكو إسرائيل المسؤولية عنها.
وقال شويغو خلال الاجتماع إن القوات السورية بحاجة إلى ثلاثة أشهر لتتدرب على استخدام هذه المنظومة الدفاعية الجديدة، مشيرا إلى أن الجيش الروسي أضاف معدات “حرب إلكترونية” وأنه “يسيطر” في الوقت الراهن على الأجواء في كل مناطق عملياته في سوريا.
وسبق لشويغو أن أعلن الأسبوع الماضي أن القوات الروسية ستشوش على أي طائرة تحاول ضرب سوريا من فوق البحر الأبيض المتوسط حيث تتواجد المقرات الرئيسية للقوات الروسية في سوريا. وقال إن “الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية ورادارات الطائرات وأنظمة اتصالات الطائرات الحربية التي تهاجم أهدافا أرضية ستتعرض للتشويش في المناطق المحاذية لسوريا في البحر المتوسط”.
وتتولى القوات الروسية تشغيل صواريخ إس 300 المنتشرة قرب قاعدتها البحرية في طرطوس وصواريخ إس 400 الأكثر تطورا المنتشرة في محيط قاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية.
وتعرضت القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا في أيلول/سبتمبر عام 2015 للعديد من حوادث الطائرات التي أسقطت سواء على الأرض أو البحر كما قتل العشرات من عناصرها خلال المواجهات الحربية أو حوادث عرضية.