قال نائب المتحدث باسم الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، فرحان حق، إن “الظروف غير مواتية لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم” حاليا، فيما اطلعت وزيرة الشؤون الخارجية في النمسا كارين كنيسيل خلال جولة لها في لبنان على موقف المسؤولين الداعم لعودة اللاجئين السوريين إلى المناطق الآمنة في سوريا.
وأشار حق خلال تصريحات صحفية إلى أن “ما تحتاج إليه سوريا حاليا هو تشكل ظروف مناسبة وشاملة لعودة اللاجئين وهو ما يتطلب التوصل إلى اتفاق لوقف العنف”. مؤكدا أن “قرار العودة يجب أن يكون طوعيا ومن اللاجئين أنفسهم”، ولافتا إلى أن “الأمم المتحدة لا تجبر أبدا اللاجئين على العودة”. ومعربا عن استعداد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة للمساهمة في عودة اللاجئين السوريين “إذا كانت الظروف مناسبة”.
جاء ذلك فيما أنهت وزيرة الشؤون الخارجية في النمسا كارين كنيسيل جولة لها في لبنان قابلت خلالها العديد من المسؤولين واطلعت من رئيس الجمهورية ميشيل عون على “موقف لبنان الداعم لعودة النازحين السوريين إلى المناطق السورية الآمنة”، حيث عرض عون “التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي نتجت من تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان منذ عام 2011”.
وسجل عون “عدم وضوح موقف الأسرة الدولية حيال مسألة عودة النازحين”، لافتا إلى أن “لبنان تدعو إلى الفصل بين هذه العودة والاتفاق على الحل السياسي، لأن الوصول إلى هذا الحل قد يتأخر كما حصل بالنسبة إلى قضايا أخرى، منها القضية الفلسطينية”. وطلب “دعم النمسا الاقتراح الذي قدمه في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة لإنشاء أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار”.
من جهتها، أكدت كنيسيل أن “الرعاية التي قدمتها لبنان إلى اللاجئين السوريين غير مسبوقة في تاريخ الدول والشعوب”، داعية إلى “اعتماد حلول تدريجية للأزمة السورية تساعد على إنهاء معاناتهم وتحد من تداعياتها على لبنان”.
وزارت كنيسيل رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، ثم رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، وأوضحت أنه “تم عرض وجهات النظر بشكل صريح جدا حول ما يجري في المنطقة، وشكرني الرئيس الحريري على المشاركة الكبيرة للقوات النمسوية في إطار يونيفل، وتطرقنا إلى الأوضاع في سوريا ومسألة اللاجئين السوريين”.
وكانت كنيسيل قد التقت في مستهل زيارتها الرئيس الأسبق أمين الجميل، كما التقت وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل، داعية إلى “دفع موضوع عودة النازحين إلى الأمام وتغيير السياسات في معالجة الأمر، والأخذ في الاعتبار الواقع الحالي على الأرض وتحسين الواقع الاقتصادي في سوريا وإعادة الإعمار”. ولفتت إلى أنها دعت الدول إلى “تغيير سياستها تجاه عودتهم ولكن النمسا ملتزمة سياسة الإتحاد الأوروبي في هذا السياق”.
وأكد باسيل أن ما يريده لبلده وللمنطقتة وتحديدا لسوريا هو “الحلول التي يعتمدها الشعب المعني بها، لأنه هو من سيعيش الحل ويُنجحه أو يُفشله”، مشددا على أنه يريد أن يعمل مع الحكومة النمسوية والمجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي لإيجاد الصيغ التي تؤمن العودة السريعة والآمنة والكريمة للاجئين السوريين.