شدد المتحدث الرسمي باسم تيار الغد السوري، منذر آقبيق، على ضرورة العمل على إنجاح الجهود الدولية لإنجاز الحل السياسي في سوريا وضمان عودة آمنة للمواطنين السوريين من مخيمات اللجوء والنزوح قبل الشروع بالحديث عن إعادة إعمار سوريا.
حيث قال آقبيق، خلال حوار أجراه على قناة اليوم السورية إننا في تيار الغد السوري نحن لدينا وجهة نظر ثابتة شرحناها للمسؤولين في الخارجية الروسية وغيرهم من المسؤولين في العديد من الدول المعنية بالشأن السوري بخصوص عودة اللاجئين السوريين وإعاد إعمار سوريا، ونحن نرى أنه عند طرح موضوع إعادة الإعمار فإن الأمر لا يتعلق بالأموال فقط، بل يتطلب حكما رشيدا لضمان العدالة والشفافية، وعند طرح موضوع إعادة اللاجئين فهذا يحتاج إلى ضمانات أمنية، لتتوفر للمواطنين السوريين الطمأنينة اللازمة أنه لن تتم ملاحقتهم من الجهات الأمنية، والآن لا يوجد حكم رشيد في سوريا، بل يوجد حكم فاسد، وهذا من شأنه أن يفرغ عملية إعادة الإعمار من مضمونها ويجعلها عملية محكوم عليها بالفاشل قبل البدء بها.
ولفت المتحدث الرسمي باسم تيار الغد السوري إلى أن المخابرات السورية مازالت حتى الآن تلاحق المعارضين، وهؤلاء يخشون العودة ولا توجد ظروف آمنة حاليا لعودة هؤلاء إلى الوطن، لذلك نقول إننا بحاجة إلى انتقال ديمقراطي وتحقيق حكم رشيد يحترم حقوق الإنسان في سوريا.
وأضاف: لذلك نقول إنه من المنطقي عندما تتحقق الظروف الموضوعية من إنجاز العملية السياسية وأنها ستكون عملية نزيهة تحترم حقوق السوريين، وضمان الأمن للمواطنين؛ عندئذ سيعودون إلى البلاد ويشرعون بعملية إعادة الإعمار المطلوبة والضرورية لتأمين حياة كريمة لهم.
وحول اجتماع القمة الرباعية المزمع عقده بين تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا قبل نهاية الشهر الجاري في أنقرة؛ قال آقبيق: إن هذا الاجتماع “مشجع” لتخفيف حدة التوترات بين روسيا والدول الغربية بشأن الأزمة السورية وبشأن ملفات أخرى مثل الخلاف مع الناتو وقضيتي أوكرانيا والقرم.. لافتا إلى أن هذه الدول الأربع لها ثقل كبير في الملف السوري، وإذا ما تبنت خلال القمة استراتيجية مشتركة فيما بينها من أجل دعم الحل السياسي وفق قرارات الشرعية الدولية فإن هذا الأمر سيكون مشجعا في سبيل الوصل إلى السلام في سوريا وإبرام الحل السياسي الشامل.
وأشار آقبيق إلى أن الحل السياسي للأزمة السورية الآن في عنق الزجاجة، والسوريون أمام حالة استعصاء، ونحن من ذهب أول مرة إلى جنيف في أوائل عام 2014 (عندما ترأس السيد أحمد الجربا وفد المعارضة السورية)، والآن بعد أكثر من أربع سنوات لا يوجد أي تقدم على الإطلاق باتجاه إنجاز الحل السياسي، وذهبنا أيضا إلى مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، حيث حصل بعض الاختراق وتم الاتفاق على النقاط الاثني عشر، وهي مبادئ مهمة، ومنها تشكيل اللجنة الدستورية للقيام بالإصلاح الدستوري، واعتبرنا أن بيان مؤتمر سوتشي جيد ومتوازن بشكل عام، ولكن منذ ذلك الوقت وحتى الآن لم يحصل أي تقدم في تشكيل اللجنة الدستورية.
وعن الاتفاق الروسي التركي حول وضع إدلب قال المتحدث الرسمي باسم تيار الغد السوري إنه يعتبر من الأمور النادرة التي حظيت بالإجماع الدولي خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث رحب به تيار الغد السوري، كما رحبت به المعارضة السورية والدول العربية والغربية، وقد أدى إلى ارتياح عام لتجنيبه المنطقة هجوما عسكريا وشيكا كان سيسبب كارثة إنسانية كبيرة وخسائر في الأرواح وموجة نزوح لا قبل لأحد بتحمل تبعاتها.
وأوضح آقبيق أن الاتفاق الروسي التركي حول إدلب اشتمل على شقين: شق عسكري وشق متعلق بالقضاء على الإرهابيين. الشق العسكري تضمن إقامة منطقة عازلة ووقف إطلاق النار، حيث تقوم تركيا بضبط الفصائل التابعة لها فيما تقوم روسيا بضبط قوات النظام والمليشيات الحليفة لها، والواضح أن هذا الشق يتم احترامه حتى الآن وأن كل الأطراف تلتزم به، حيث لاحظنا توقف الاقتتال وخروج السلاح الثقيل من المنطقة العازلة، وبالتالي هناك نجاح نسبي في هذا الموضوع.
أما بالنسبة للشق الآخر، فقد قال آقبيق: إن تركيا ملتزمة بتفكيك أو القضاء على المنظمات الإرهابية وعلى رأسها جبهة النصرة، التي هي جزء من تنظيم القاعدة الإرهابي العالمي، وهذا الالتزام هو التزام قديم للأتراك، ولكننا لم نلحظ حتى الآن أنهم اتخذوا خطوات جدية بخصوصه أو على الأقل لم ينجحوا في إتمامه حتى الآن، وعلى تركيا أن ترينا مدى جديتها فعليا في تفكيك والقضاء على هذه التنظيمات الإرهابية في إدلب.
وبخصوص التواجد العسكري الأجنبي على الأراضي السورية؛ قال آقبيق إنه توجد الآن عدة جيوش أجنبية على الأراضي السورية، منها الجيش التركي والجيش الأمريكي والجيش الروسي والحرس الثوري الإيراني وقوات خاصة فرنسية وبريطانية.. ولايمكن الحديث عن أي من هذه الجيوش كان تأثيره سلبيا أو إيجابيا لأن الموضوع معقد، لكننا نعتقد أنه عندما تتم العملية السياسية (كتابة واعتماد الدستور وإجراء الانتخابات برعاية أممية ودولية وإنجاز الانتقال السياسي حسب بيان جنيف وقرار مجلس الأمن الدولي 2254) فإن الحكومة السورية المنتخبة ديمقراطيا سوف تتعامل وتتفاوض مع الدول التي لديها جيوش على الأرض السورية من أجل إجلاء هذه الجيوش وتحقيق السيادة السورية الكاملة وإعادة توحيد البلاد وغسل آثار الحرب المستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات.