مساع فرنسية لإعادة عشرات الأطفال من أبناء جهاديين فرنسيين في سوريا

أعلنت فرنسا أنها بصدد إعادة عشرات الأطفال من أبناء جهادييها في سوريا، وهؤلاء جزء من ما يقرب من 150 طفلا من أبناء جهاديين فرنسيين تم الإبلاغ عن وجودهم في...
أطفال من جنسيات غربية مجندون في صفوف تنظيم داعش

أعلنت فرنسا أنها بصدد إعادة عشرات الأطفال من أبناء جهادييها في سوريا، وهؤلاء جزء من ما يقرب من 150 طفلا من أبناء جهاديين فرنسيين تم الإبلاغ عن وجودهم في الجزيرة السورية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات التحالف الدولي، كحل لمسألة المقاتلين الأجانب الشائكة في ظل رفض الدول الغربية استعادتهم.

وقد تم الإبلاغ عن وجود هؤلاء الأطفال من قبل العائلات في فرنسا أو في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات التحالف الدولي منذ طرد تنظيم داعش العام الماضي من مناطق سيطرته في الرقة ودير الزور والحسكة، فيما تشير تقديرات شبه رسمية إلى أن عدد هؤلاء الأطفال يتجاوز الخمسمائة ولا يزيد عن سبعمائة.

وقال مصدر فرنسي لوكالة فرانس برس إنه تم تحديد هويات قسم من هؤلاء الأطفال فقط ومكان تواجدهم بدقة في مناطق الجزيرة السورية ما يمهد الطريق أمام إعادتهم، مضيفا أن هؤلاء الأطفال وغالبيتهم تقل أعمارهم عن ست سنوات، لن يتمكنوا من المغادرة إلا بموافقة أمهاتهم اللواتي سيبقين محتجزات في سوريا.

وأكد المصدر الذي رفض الإعلام عن هويته “سنعيدهم قدر الإمكان بشرط أن توافق الأمهات، لقد بدأنا النظر في كيفية القيام بذلك”. وأضاف المصدر أن “الاستثناء هو للقاصرين فقط الذين سيتم درس أوضاعهم حالة بحالة. لدينا واجب خاص بالحفاظ على المصلحة العليا للطفل”.

ويتواجد هؤلاء الأطفال في شمال وشمال شرق سوريا مع أمهاتهم في مخيمات تديرها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

وتستبعد السلطات الفرنسية حتى الآن أي عمليات لإعادة بالغينين أو مقاتلين أو زوجات يعتبرن ناشطات في تنظيم داعش، رغم مطالبة محامي العائلات في فرنسا بذلك عبر قضايا لا تزال المحاكم الفرنسية تنظر فيها وسط مجاذبات سياسية وحقوقية.

وذكرت مصادر في وزارة الخارجية الفرنسية أن “هؤلاء الذين ارتكبوا جنحا أو جرائم في العراق وسوريا يجب أن يحاكموا في العراق وسوريا”.

ولفت بعض المراقبين إلى خطر أن يتبنى هؤلاء الأطفال اذا بقيوا في المخيمات، عقيدة المتطرفين وأن يصبحوا هم أيضا “قنابل موقوتة”، لكن عملية إعادتهم تبدو معقدة جدا، لأن المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية الكردية في سوريا لا تحظى بوضع دولة رسمية أمام المجموعة الدولية. كما أن باريس جمدت العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد منذ اندلاع الثورة السورية في ربيع 2011.

إلا أن هذا الإعلان الفرنسي تلقاه بفتور محامو الفرنسيات المحتجزات في سوريا والذين ينددون منذ البداية باحتجاز غير مشروع وفي ظروف صحية سيئة جدا. حيث قال برونو فيناي محامي إيميلي كونينغ، الأشهر بين المعتقلات الفرنسيات لدى قوات التحالف الدولي، “إنه موقف فاضح وخبيث من جانب الحكومة الفرنسية”.

وأضاف أن “فرنسا تترك هؤلاء النساء وحيدات أمام خيار غير إنساني بفصلهن عن أولادهن. وبالتالي من المحتمل أن توافق أقلية فقط على الانفصال عن أولادها”.

كما قالت ماري دوسي محامية عدة فرنسيات أخريات معتقلات هناك لوكالة فرانس برس “لا أفهم الطريقة التي تدار بها هذه القضية منذ البداية. إن إعادة هؤلاء الأطفال ستكون أكثر صعوبة مما توقعنا بعدما تم الانتظار 18 شهرا للقيام بذلك”.

وتقر مصادر في باريس بأنه “تم البدء بدرس كيفية إتمام الأمور، إنها قضية معقدة جدا”. وبالاجمال تم الإبلاغ عن وجود نحو أربعين عائلة من أمهات وأطفال في سوريا.

وأضاف المصدر نفسه أن العشرات “بين ثلاثين وأربعين” من المقاتلين من الناطقين بالفرنسية معتقلون على ما يبدو لدى قوات الالتحالف الدولي، لكن بدون تحديد ما إذا كان بينهم فرنسيون.

وفي العراق، تم إحصاء ثلاث عائلات جهاديين فرنسيين فقط. وإحدى الأمهات هي الجهادية الفرنسية ميلينا بوغدير التي حكم عليها بالسجن المؤبد وافقت على ترحيل ثلاثة من أولادها.

وبحسب مصادر رسمية في التحالف الدولي وفرنسا فقد قتل أكثر من 300 من الجهاديين الفرنسيين الذين قدر عددهم بنحو 680 شخصا في سوريا والعراق، بينما غادر عدد قليل منهم إلى دول أخرى كأفغانستان وليبيا أو دول المغرب العربي، وبالتالي فإن قسما منهم لا يزال في سوريا.

وقالت المصادر الفرنسية إن “قسما من هؤلاء يتواجد في معقل تنظيم داعش المتبقي على الحدود السورية العراقية حيث لا تزال هناك المعارك جارية حتى الآن، وهناك مئة منهم موجودون في إدلب”، المعقل الأخير لفصائل المعارضة والفصائل الجهادية في سوريا.

من جهتها، تؤكد وحدات حماية الشعب الكردية أنها تعتقل أكثر من 900 مقاتل أجنبي من تنظيم داعش من 44 دولة ما يشكل تحديا أمنيا وقضائيا، وهي تدعو الدول التي يتحدر منها هؤلاء إلى استعادتهم، لكن مع بعض الاستثناءات فقط (روسيا وأندونيسيا والسودان) فإن هؤلاء المقاتلين يبدون مترددين بسبب الموقف العدائي تجاههم من قبل الرأي العام في بلادهم.

وسبق أن ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن باريس التي تشارك في العمليات ضد تنظيم داعش تنفي من جهتها أن تكون أبرمت اتفاقا مع الوحدات الكردية لكي يحتفظوا برعاياها لديهم. حيث أكد مصدر رسمي فرنسي أنه “لم يتم التوصل إلى أي اتفاق. لكن الأكراد يعرفون موقفنا. هم يدركون أننا لا نرغب في عودتهم”.

أقسام
أخبار

أخبار متعلقة