أخير وبعد انتظار دام لأشهر، وصلت دفعة أولى من المساعدات الإنسانية إلى مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية عبر قافلة أممية، بعد منع قوات النظام لإدخال أي مواد إغاثية إلى المخيم، حيث يعاني ألاف المدنيين جراء نقص المواد الغذائية والدوائية.
وتضم القافلة شحنة من المواد الغذائية، لا تكفي لسد ربع احتياجات المواطنين وفق الإدارة المحلية للمخيم، فيما تتوالى المناشدات اليومية من قبل المحاصرين للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لإغاثتهم وعدم تركهم فريسة الحصار والتجاذبات الدولية والظروف المناخية القاسية.
وكانت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا قد تبادلتا الاتهامات بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية الأممية إلى مخيم اللاجئين السوريين في الركبان، فيما أعلنت الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء الماضي، عن تأجيل شحن المساعدات الإنسانية إلى مخيم الركبان بسبب العراقيل التي يضعها نظام الأسد.
وقال منسق المساعدات الإنسانية السورية في الأمم المتحدة علي الزعتري، إن النظام السوري يرفض منذ كانون الثاني/يناير الماضي، وصول قوافل المساعدات الإنسانية إلى مخيم الرُكبان.
من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، أن عملية إيصال المساعدات التي كانت مخططة في الـ27 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لكنها فشلت بسبب ظهور خطر الهجوم في المنطقة التي تسيطر عليها القوات الأمريكية.
وقال إن الكارثة الإنسانية في منطقة التنف يغذيها الجانب الأمريكي بشكل متعمد بهدف إبقائها مصدرا دائما لتجنيد اللاجئين الموجودين في الركبان وضمهم إلى صفوف فصائل المقاتلين التي تسيطر عليها الولايات المتحدة.
وكانت الأمم المتحدة كانت قد أعلنت يوم السبت الماضي عن تأجيل قافلة مساعدات لمخيم الركبان لـ”أأسباب أمنية”، وقالت مسؤولة بالمنظمة الدولية إن إرسال قافلة مساعدات تقودها المنظمة إلى مخيم الركبان تأجل، ولن تصل في الوقت المحدد لها كما كان متوقعا.
يشار إلى أن مخيم الركبان يضم أكثر من 50 ألف نازح سوري ويقع ضمن الأراضي السورية في منطقة أمنية أنشأها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية عام 2016 بالقرب من قاعدة التنف العسكرية على الحدود مع العراق والأردن.