أملت الولايات المتحدة الأمريكية أن تواصل روسيا السماح لإسرائيل بضرب الأهداف العسكرية التابعة لإيران في سوريا، مشددة على ضررة خروج كافة المليشيات الإيرانية ومواصلة الجهود الدولية والأممية لإبرام اتفاق سياسي ينهي الصراع في سوريا.
حيث قال السفير جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي إلى سوريا، خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف “كانت روسيا متساهلة في مشاوراتها مع الإسرائيليين بشأن الضربات الإسرائيلية للأهداف الإيرانية داخل سوريا، نأمل بالطبع أن يستمر هذا النهج المتساهل”.
وكانت موسكو قد سلمت صواريخ “إس 300” أرض جو لقوات الجيش العربي السوري في تشرين الأول/أكتوبر الفائت، بموجب صفقة مبرمة قبل سنوات، بعدما اتهمت إسرائيل بالتسبب بصورة غير مباشرة في إسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة تجسس عسكرية روسية في أعقاب ضربة جوية نفذتها إسرائيل ضد أهداف عسكرية إيرانية في محافظة اللاذقية.
وقال جيفري “إسرائيل لديها مصلحة وجودية في منع إيران من نشر منظومات قوى طويلة المدى داخل سوريا كي تستخدم ضد إسرائيل. ندرك المصلحة الوجودية وندعم إسرائيل”، وأضاف أن إسقاط الطائرة الروسية المقاتلة في أيلول/سبتمبر الماضي أبرز المخاطر المرتبطة بوجود جيوش أجنبية عديدة تعمل على مقربة من بعضها البعض في سوريا.
وأضاف المبعوث الأمريكي إلى سوريا “نسعى حاليا إلى تهدئة الوضع ثم الانتقال إلى حل طويل الأمد”، وأفاد بأن “السياسة الأمريكية تهدف لإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش، والعمل على حل للصراع وفقا لبنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وضمان أن تغادر سوريا جميع القوات التي تعمل بأمر وتمويل من إيران”.
وتسعى الولايات المتحدة إلى تنظيم اتفاقات وقف إطلاق النار المطبقة في سوريا حاليا، وهي خطوة نحو حل سياسي على أن تغادر بعدها جميع القوات الأجنبية التي دخلت الحرب في سوريا، وقال جيفري “توجد أربع قوى عسكرية خارجية في سوريا، الروس والأتراك والإيرانيون والأمريكيون، جميعهم يعملون داخل سوريا حاليا. إنه وضع خطير”.
وذكر جيفري أن واشنطن تأخذ مخاوف الأتراك بشأن دعمها لقوات تابعة بصورة غير مباشرة لحزب العمال الكردستاني على محمل الجد، وأنها قصرت تزويد قوات سوريا الديمقراطية بالعتاد على الأسلحة الخفيفة، وهو ما قال إنه أبطأ العمليات الأخيرة ضد تنظيم داعش.
ورحب في هذا السياق بإعلان نظام وقف الأعمال القتالية في محافظة إدلب، التي تمثل برأيه المنطقة المحورية للنزاع السوري حاليا، كما رحب بنتائج القمة الرباعية بين روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا في اسطنبول، والتي دعت لتعزيز هذه الهدنة والإسراع في إطلاق عمل اللجنة الدستورية السورية.
وقال جيفري: “إننا نركز على محاولة دعم هاتين العمليتين وفي نهاية المطاف العمل جار في إطار الأمم المتحدة لتعزيز نظام وقف إطلاق النار وإيجاد الحل السياسي”.
وكان جيفري قد بحث مؤخرا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبل الكفيلة بالتصدي للتموضع الإيراني العسكري على الأراضي السورية، ورغم أن اللقاء كان مطولا اكتفى مكتب نتنياهو بإصدار بيان مقتضب جاء فيه أنه “بحث معه التطورات في سورية والجهود المبذولة لصد العدوان الإيراني”، وشكر تل أبيب لواشنطن عن تفعيل المزيد من العقوبات الاقتصادية ضد طهران.