نفت قوات المهام المشتركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلامية عن استهداف مدنيين خلال قصف طال مواقع للتنظيم في محافظة دير الزور.
حيث أكد بيان صادر عن القوات، يوم أمس السبت، إن مصادر إعلامية عديدة ادعت مقتل مدنيين في غارات للتحالف الدولي على مواقع لتنظيم داعش في منطقة هجين بمحافظة دير الزور السورية.
وأوضح البيان أن قوات التحالف نفذت غارات يوم الجمعة 16 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في الساعة 11.00 بتوقيت أوروبا الشرقية، واستهدفت مواقع لداعش في وادي الفرات الأوسط، وجاء ذلك في إطار دعم عملية عسكرية برية، وتثبّتت قوات التحالف بأنها أهداف مشروعة لداعش، وأثناء الغارات لم يكن هناك أي مدنيين بالمنطقة.
وذكر البيان أن عمليات التمشيط التي جرت بعد الغارات لم تسجل وقوع قتلى في صفوف المدنيين، مشيرا إلى أن قوات التحالف سجلت وقوع 10 هجمات في منطقة هجين، لم يكن مصدرها قوات التحالف أو شركائها، ووقعت دون التنسيق معها أو الحصول على موافقتها. ودعت قوات التحالف إلى وقف كافة الهجمات التي لا يتم تنسيقها معها في الجهة المقابلة من نهر الفرات.
وكانت مصادر محلية قد أفادت بمقتل 43 شخصا أغلبهم مدنيون جراء غارات استهدفت قرية قرية أبو الحسن الواقعة قرب مدينة هجين التابعة لمحافظة دير الزور، بينهم 17 قتيلا مدنيا من عائلة واحدة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حصيلة القتلى تعتبر الأكبر منذ استئناف قوات التحالف الدولي حملتها الجوية والبرية ضد مواقع التنظيم في دير الزور في العاشر من أيلول/سبتمبر الماضي.
ويوم الثلاثاء الماضي قتل 38 شخصا على الأقل بينهم 32 مدنيا الثلثاء نتيجة ضربات مماثلة استهدفت بلدة الشعفة، فيما أحصى المرصد السوري مقتل 234 مدنيا بينهم 82 طفلا جراء ضربات التحالف خلال الأشهر الثلاثة الفائتة، فيما شدد الناطق الإعلامي باسم التحالف الكولونيل شون راين على أن “تفادي وقوع خسائر بشرية يشكل أولويتنا القصوى عند توجيه ضربات ضد أهداف عسكرية مشروعة”. وأضاف خلال تصريحات لوكالة فرانس برس: “يحقق فريقنا في كل الضربات لتحديد صدقية أي ادعاء عن سقوط ضحايا ويأخذها على محمل الجد”.
وكان الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي قد أعلنت مطلع الشهر الجاري استكمال حشودها قبالة الحدود السورية لتضييق الخناق على عناصر تنظيم داعش ومنعه من اختراقها إلى داخل الأراضي العراقية كما أعلن الحشد الشعبي والمليشيات الإيرانية واللبنانية الداعمة لقوات النظام السوري عن استهدافها المتواصل لمواقع التنظيم في الجيب الذي يتحصن فيه في ريف دير الزور وصدها عدة هجومات عنيفة وخاطفة نفذها عناصر التنظيم.
ومع أن القوات العراقية النظامية وشبه النظامية تنسق مع قيادة التحالف الدولي إلا أن بيان التحالف الأخير يشير بشكل مبطن إلى أن العملية الأخيرة على قرية أم الحسن تمت بدون تنسيق وأدت إلى هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين.
ويُقدّر التحالف وجود نحو ألفي عنصر من تنظيم داعش في هذا الجيب مع انضمام العشرات الذين تم نقلهم من منطقة تلول الصفا بريف دمشق الشرقي يوم أمس بموجب اتفاق مع قوات النظام لإنهاء وجوده هناك وحصر تواجده في دير الزور.
كما أوضح راين أن المعركة ضد التنظيم “لا تزال معركة صعبة، ويزيد من صعوبتها استخدام التنظيم في أماكن مثل هجين المدنيين كدروع بشرية”. وأضاف “يستولون عناصر التنظيم على دور العبادة وأماكن أخرى كالمستشفيات ويستخدمونها للتخطيط وكمقرات قيادة”، مشيرا إلى أن التحالف نفذ في الفترة الأخيرة 150 ضربة في المنطقة.
18 نوفمبر، 2018 806 مشاهدات
أقسام
أخبار