دمر قصف إسرائيلي جوي جديد مستودعات صواريخ لحزب الله اللبناني ومخازن أسلحة تابعة للمليشيات الإيرانية قرب دمشق، ليلة يوم أمس الجمعة، فيما لم يتأكد مقتل أو وقوع إصابات بشرية خلال القصف.
وفيما لم يتهم إعلام المقاومة أحدا بالهجوم مكتفيا بوصف الهجوم الذي استمر نحو ساعة كاملة، بـ”المعادي”، إلا أن وزارة الخارجية السورية وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة دانت ما أسمته “العدوان الإسرائيلي” على منطقة الكسوة جنوبي دمشق.
وقد هذه جاءت الضربة الإسرائيلية بعد انقطاع دام لأكثر من شهرين منذ حادثة إسقاط الدفاعات الجوية السورية بالخطأ طائرة حربية روسية في معرض ردها على غارات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية إيرانية قرب اللاذقية في 17 أيلول/سبتمبر الماضي.
وحول طبيعة الأهداف التي استهدفها الطيران الإسرائيلي قرب دمشق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ القوات الإسرائيلية استهدفت “مستودعات أسلحة لحزب الله والقوات الإيرانية” في الكسوة تُستخدم “لتخزين الصواريخ بشكل مؤقت”.
وأضاف بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس “يبدو أن الإسرائيليين كانت لديهم معلومات استخباراتية بأن أسلحة وصلت حديثا إلى تلك المستودعات”.
كما استهدف القصف منطقة “حرفا” على الحدود الإدارية بين دمشق والقنيطرة، وقال المرصد إن فيها قاعدة عسكرية للجيش العربي السوري، مشيرا إلى أن “الدفاعات الجوية السورية شوهدت تطلق صواريخها بكثافة” ردا على القصف الإسرائيلي، وتمكنت من إسقاط صواريخ عدة لم تصل إلى أهدافها.
وكانت وكالة “سانا” قد نقلت عن مصدر عسكري مجهول أنّ الدفاعات الجوية السورية تصدّت “لأهداف معادية فوق منطقة الكسوة” بريف دمشق و”أسقطتها”، من دون أن توضح طبيعة هذه الأهداف، وأشارت إلى أن “العدوان لم يستطع رغم كثافته تحقيق أي هدف من أهدافه”، و”تمّ التعامل مع جميع الأهداف المعادية وإسقاطها”.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أن أيا من طائراته أو “أهدافه الجوية” لم تصب خلال هجومه على المواقع الإيرانية في سوريا، من دون أن يعلق بالنفي أو الإيجاب على قيامه بعملية في سوريا.
وذكر البيان أن “المعلومات عن إصابة طائرة أو أي هدف جوي اسرائيلي كاذبة”. وأورد أن صاروخ أرض جو أطلق باتجاه منطقة غير مأهولة بالسكان من هضبة الجولان السورية، لكنه لم يوضح ما إذا كان سقط في الجزء الذي تحتله إسرائيل.
ولم تسفر الضربات، وفق تقارير أولية للمرصد السوري، عن أي خسائر بشرية. فيما اعتبرت وزارة الخارجية السورية أن “الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة” هي “دليل آخر على دعم إسرائيل للمجموعات الإرهابية المسلحة ومحاولتها إطالة أمد الأزمة في سوريا”.
ودأبت إسرائيل مرارا وتكرارا على قصف أهداف عسكرية تابعة للجيش العربي السوري أو أخرى لحزب الله ولمقاتلين إيرانيين في سوريا دون أن تتلقى أي رد من حلف المقاومة والممانعة. ونادرا ما تعلق إسرائيل على استهدافها سوريا، إلا أنها أعلنت في أيلول/سبتمبر أنها شنت مئتي غارة في سوريا خلال 18 شهرا ضد أهداف غالبيتها إيرانية.
واستهدف قصف إسرائيلي في أيار/مايو الماضي مستودع أسلحة تابع للحرس الثوري الإيراني في منطقة الكسوة، بحسب ما اعترفت إسرائيل. كما استهدفت في كانون الأول/ديسمبر 2017 مواقع عسكرية في المنطقة، بينها مستودع أسلحة.
ومساء الخميس كانت المرة الأولى التي تطلق فيها الدفاعات الجوية السورية نيرانها على أهداف جوية منذ 17 أيلول/سبتمبر حين أسقطت هذه الدفاعات عن طريق الخطأ طائرة عسكرية روسية إثر غارة إسرائيلية، في حادث أدّى إلى مقتل 15 عسكريا روسيا.
ويومها اتّهم الجيش الروسي الطيّارين الإسرائيليين باستخدام الطائرة الروسية غطاء للإفلات من نيران الدفاعات السورية، لكن إسرائيل نفت ذلك، مؤكدة أن الطائرة الروسية أصيبت بعد عودة طائراتها إلى الأجواء الإسرائيلية.
وأعلنت روسيا بعدها عن تدابير أمنية تهدف الى حماية جيشها في سوريا بينها تعزيز الدفاعات الجوية السورية عبر نشر بطاريات صواريخ إس 300 وتشويش اتصالات الطائرات القريبة منها.
وأعلنت موسكو في تشرين الأول/أكتوبر أنها سلمت هذه المنظومة إلى سوريا. لكن لم يُعرف ما إذا كان تم استخدامها في معرض الرد على هجوم مساء الخميس. وكان النظام السوري قد اعتبر أن تلك المنظومة ستجبر إسرائيل على القيام بـ”حسابات دقيقة” قبل تنفيذ ضربات جديدة ضدها.
وتكرّر إسرائيل أنها ستواصل تصديها لما وصفه رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، بمحاولات إيران الرامية لترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطوّرة إلى حزب الله اللبناني.
