حمّلت جهات دولية رسمية قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية التابعة لها مسؤولية الهجوم الذي استهدف مدينة حلب يوم السبت 24 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، مشيرة إلى أن الهجوم وقع بالفعل وتم تنفيذه بغاز مسيل للدموع.
حيث كشفت وكالة الاستخبارات الأمريكية، يوم أمس الثلاثاء، أن البيت الأبيض توصل إلى معلومات تفيد أن الهجوم على مناطق سيطرة النظام في حلب لم يكن بغاز الكلور، كما زعم الإعلام التابع لنظام الأسد والإعلام الروسي والإيراني، وإنما بغاز مسيل للدموع.
وبحسب ما نقلت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية أن واشنطن توصلت إلى معلومات موثوق بها بأن قوات الأسد تقف وراء قصف حلب بالغاز، وأن الإعلام التابع للنظام اتهمت المعارضة من أجل تقويض اتفاق إدلب بين روسيا وتركيا واستئناف قصفها لمواقع المعارضة في إدلب.
وكان النظام قد اتهم من أسماها “المجموعات الإرهابية” في ريف حلب باستهداف الأحياء السكنية في مدينة حلب بقذائف صاروخية متفجرة “تحوي غازات سامة”، ما أدى إلى اختناق 107 حالات بين مدنيين.
بدورها نفت فصائل المعارضة أي استهداف للمدينة، وأعلنت الجبهة الوطنية للتحرير أن السلاح الكيميائي “لا يملكه ولا يستخدمه” إلا النظام في سوريا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تصفية قواتها الجوية لمن وصفتهم بـ “المسلحين” الذين قصفوا مدينة حلب “بالغازات السامة”.
وبحسب مصادر خاصة لوكالة “بلومبيرغ”، فإن أمريكا اعتمدت في تقييمها على مجموعة من الأدلة، منها السرد الإعلامي للقصف من قبل وسائل إعلام النظام وروسيا.
وبحسب المصادر، فإن وسائل الإعلام استغرقت وقتا طويلا بعد الحادثة لإظهار رواية متناسقة، إذ أفادت تقارير منها أن القصف ناتج عن صواريخ مملوءة بالكلور، في حين أفادت وسائل أخرى أنها ناتجة عن قذائف هاون.
وكما يظهر التحليل الفني للأشرطة المصورة والصور الخاصة التي نشرتها وسائل الإعلام الروسية لمخلفات الذخائر المستخدمة في الهجوم بأنها “غير مناسبة لحمل غاز الكلور”، كما أن شهود العيان الذين ظهروا في الإعلام، لم يصفوا رائحة الكلور المتعارف عليها.
من جهتها، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنها تدرس إرسال مفتشين دوليين للتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في مدينة حلب.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن المدير العام للمنظمة، فيرناندو أرياس، في 26 من تشرين الثاني، قوله إن المسؤولين في المنظمة على اتصال مع خبراء في الأمم المتحدة لتقييم الوضع في مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام، حيث ادعى الأخير أن المعارضة قصفتها بغازات سامة.
وحذرت الولايات المتحدة الأمريكية روسيا ونظام الأسد من تلويث الموقع المستهدف في حلب أو أن يتم تسليم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عينات مفبركة.
وعلى صعيد متصل أتهمت مصادر في المعارضة السورية المليشيات الإيرانية بالوقوف وراء الهجوم الكيميائي على مدينة حلب والسعي لإجهاض اتفاق سوتشي حول إدلب.
وشددت المصادر على أن اتفاق سوتشي لم يرق يوما لنظام الأسد، ولعل التصريحات الأخيرة التي صدرت عن مسؤولي النظام وروسيا، والتي زعمت أن فصائل في المعارضة تعد لعمليات قصف بالكيميائي لأكبر دليل على ما كان يخطط له نظام الأسد لاحقا.
كما أعلنت وزارة الدفاع التركية أن وزيري الدفاع التركي والروسي اتفقا يوم الأحد الفائت، على أن “الاستفزازات الأخيرة” التي وقعت في حلب تهدف إلى إلحاق الضرر بالاتفاق الخاص بإدلب.