يعاني عشرات الآلاف من النازحين في محافظتي إدلب وحماة من السيول والفيضانات التي سببتها موجة الأمطار التي تجتاح المنطقة الشمالية في سوريا فيما تعمل فرق الدفاع المدني على مدار الأربع والعشرين الساعة لإنقاذ الضحايا والمتضررين وتحويل مجاري السيول، وسط انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة وارتفاع أسعار المحروقات بنسبة عشرين في المئة.
وقالت مصادر محلية إن عدد العائلات المتضررة من العاصفة المطرية في مخيمات أطمة وقاح شمالي إدلب وحدها بلغ نحو ستة آلاف عائلة جراء اقتلاع الخيام أو غرقها في مياه الأمطار، حيث أصبحت معظم هذه العائلات بلا مأوى في الأراضي الزراعية القريبة في ظل موجة البرد القارص.
ودعت منظمات المجتمع المدني المنتشرة في المنطقة كافة المنظمات والهيئات الإنسانية التي تستطيع الوصول إلى الشمال السوري إلى العمل على استنفار كافة فرقها التطوعية والإغاثية للتحرك باتجاه المخيمات الممتدة من أوتستراد باب الهوى وحتى معرة النعمان بسبب حدوث فيضانات وغرق العديد من الخيام ضمن المخيمات وصعوبة التواصل مع المناطق المحيطة بالمخيمات.
وأحصت بعض التقارير التي أصدرتها منظمة “منسقو الاستجابة” اثني عشر مخيما بحاجة ماسة للمساعدة الفورية وعمليات إخلاء وإنقاذ وهي: مخيم سرحا ومخيم الديرة (تل الكرامة طريق سرمدا) ومخيم الهدى ومخيم أخوة سعدة (قاطع أطمة الجنوبي) ومخيم العمر (تجمع أطمة) ومخيم المودة (خلف سوق الهال في سرمدا) ومخيم الوضيحي ومخيم السلام (طريق سرمدا البردقلي) ومخيم الصابرين (غربي طريق الدانا سرمدا الزراعي) ومخيم الجويد (طريق أطمة باتجاه طلعة عطاء) ومخيم الويس (سراقب) ومخيم الغرباء.
هذا فيما أعلنت مراكز الاستقبال في معارة الإخوان وميزناز عن أماكن لاستيعاب خمسة آلاف شخص لا تكفي لأكثر من عشرة في المئة من المتضررين مع صعوبة وصولهم إلى المراكز بسبب انقطاع الطرق وعدم وجود آليات نقل.
وكانت هيئة الأرصاد الجوية المحلية في محافظة إدلب قد حذرت سكان المحافظة والنازحين إليها والذين يقدر عددهم حاليا بأربعة ملايين مواطن من منخفض عالي الفعالية محمل بالرطوبة الكثيفة مع انعدام الرياح الشرقية وأن سيولا جارفة وعارمة وخاصة باﻷودية والمنحدرات ستتشكل نتيجة هطولات مطرية غزيرة إلى غزيرة جدا ومتواصلة دون انقطاع خلال الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، كما حذرت أيضا من هبات شديدة جدا للرياح وصفتها بـ”القالعة” على بعض المناطق يمكن أن تصل إلى سرعة ثمانين كيلو متر بالساعة على بعض المناطق، مع أجواء شديدة البرودة وتشكل للصقيع والجليد فوق كافة المناطق.
هذا فيما ارتفع سعر المازوت بشكل ملحوظ خلال اليومين الأخيرين بعد التصريحات باقتراب معركة منبج شرق الفرات ليقفز سعر ليتر المازوت من 240 إلى 300 ليرة.
وفي محافظة حماة أيضا، ملأت السيول المطرية سواقي قرى المستريحة والمشايخ والصهرية وصولا إلى سد أفاميا غرب قلعة المضيق بالريف الغربي لتتجمع في بحيرة هناك، فيما عمل المجلس المحلي في بلدة الحرية بسهل الغاب على إصلاح خطوط التوتر العالي بعد أن سقطت جراء العاصفة المطرية، مانعة وصول التيار إلى سيول الأمطار ووقوع ضحايا.
ووسط هذه الأجواء المناخية الكارثية تواصل قوات النظام والمليشيات الأجنبية الحليفة لها والمتمركزة في بلدة المصاصنة وحاجز شليوط ومعسكر جورين وحاجز زلين وتل بزام باستهداف بلدات مورك واللطامنة ومعركبة والزكاة في ريف حماة الشمالي والسرمانية في الريف الغربي بقذائف المدفعية الثقيلة والهاون والرشاشات الثقيلة، ما تسبب بدمار في منازل المدنيين.