اتفاق أمريكي تركي على إقامة “منطقة أمنية” في شمال سوريا

أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب ناقشا خلال محادثة هاتفية مساء اليوم الاثنين إقامة “منطقة أمنية” في شمال سوريا، في تطور جديد للأزمة...
دورية مشتركة للقوات الأمريكية والتركية في مدينة منبج - الأول من تشرين الثاني 2018

أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب ناقشا خلال محادثة هاتفية مساء اليوم الاثنين إقامة “منطقة أمنية” في شمال سوريا، في تطور جديد للأزمة القائمة بين البلدين حول مصير الفصائل السورية المدعومة من واشنطن.

وكان ترامب قد هدد يوم أمس الأحد بـ”تدمير تركيا اقتصاديا في حال هاجمت الكرد”، في حين أن أنقرة تهدد منذ أسابيع عدة بشن هجوم جديد على وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا التي تعتبرها منظمة “إرهابية”، حيث تؤكد واشنطن ضرورة عدم التعرض للفصائل الكردية لمشاركتها الفعالة مع القوات الأمريكية في محاربة تنظيم داعش.

وأعلنت تركيا أنها “لا تخشى” التهديدات الأمريكية، وأكدت عزمها على مواصلة حربها ضد القوات الكردية في شمال سوريا، ومساء اليوم أعلنت الرئاسة التركية في بيان أن اتصالا هاتفيا جرى بين ترامب وأردوغان “بحثا خلاله فكرة إنشاء منطقة أمنية يتم تطهيرها من الإرهاب في شمال البلاد”.

ولا يكشف البيان الكثير من التفاصيل عن هذه المنطقة، إلا أن ترامب كان تطرق في تغريدة الأحد إلى العمل على إنشاء “منطقة أمنية” في شمال سوريا بعمق 30 كيلومترا.

وكان وزير الخارجية مايك بومبيو قد أعلن اليوم، في ختام زيارته إلى المملكة العربية السعودية، أن هذه المنطقة الأمنية ستمتد على طول الحدود بين سوريا وتركيا لحماية وحدات حماية الشعب الكردية، والحدود التركية على حد سواء، وقال “نريد حدودا آمنة ومن دون عنف لكل الأطراف”.

من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن تركيا “لا تعارض” مشروعا من هذا النوع، وذكر بأن تركيا سبق وأن طالبت خلال السنوات القليلة الماضية بإقامة منطقة بعمق ثلاثين كيلومترا لحماية حدودها مع سوريا.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز عن المحادثة بين الرئيسين الأمريكي والتركي، “أعرب الرئيس عن رغبته في العمل معا لمعالجة المخاوف الأمنية التركية في شمال شرق سوريا، وأكد في الوقت ذاته أنه من المهم بالنسبة للولايات المتحدة أن لا تسيء تركيا إلى الكرد وغيرهم في قوات سوريا الديموقراطية الذين قاتلنا معهم لالحاق الهزيمة بداعش”.

وكانت تركيا قد رحبت بالانسحاب العسكري الأمريكي من سوريا إلا أنها سرعان ما احتجت بشدة على تصريحات لمسؤولين أمريكيين يربطون فيها سحب القوات الأمريكية من سوريا بضمان سلامة مقاتلي الفصائل الكردية.

وأدى كلام ترامب عن عقوبات اقتصادية على تركيا إلى تراجع سعر الليرة التركية التي فقدت 1،5 بالمئة من قيمتها امام الدولار اليوم الاثنين مقارنة مع مساء الجمعة الفائت، قبل أن تستعيد سعرها السابق في آخر النهار.

وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية الصيف الماضي على تركيا بسبب احتجاز قس أمريكي، ما أدى الى تراجع كبير في سعر الليرة التركية، لم يوقفه سوى إطلاق سراحه، إلا أن البيان الصادر عن الرئاسة التركية شدد على أن الرئيسين اتفقا خلال مكالمتهما الهاتفية على تعزيز العلاقات الاقتصادية.

وفيما تركز تركيا جهودها على هجوم محتمل مواقع الفصائل الكردية، فإنها في الوقت نفسه معنية مباشرة بالوضع في إدلب، حيث رعت مع موسكو في أيلول/سبتمبر الماضي اتفاقا لوقف إطلاق النار سمح بتجنب هجوم لقوات النظام وحلفائه الإيرانيين.

وعلى الرغم من ذلك، سيطرت هيئة تحرير الشام على إدلب بعد اتفاق توصلت إليه مع فصائل المعارضة أنهى تسعة أيام من المعارك بينهما ونص على “تبعية جميع المناطق” في إدلب ومحيطها لـ”حكومة الإنقاذ” التابعة للهيئة.

وقال جاويش أوغلو “إذا كانت إدلب بالفعل معقلا للإرهابيين، فإن المسؤولين عن ذلك ليسوا السوريين الذين يعيشون في هذه المنطقة ولا تركيا، بل النظام والدول التي تدعمه”، لافتا إلى أن اتفاق إدلب “تم تطبيقه بنجاح وفرقنا تعمل معا لحل مشاكل طفيفة”.

أقسام
أخبار

أخبار متعلقة