يعقد مسؤولون رفيعو المستوى من ستين دولة بينها عشر دول عربية مؤتمر سلام في العاصمة البولندية وارسو، اليوم وغدا، يبحث سبل تقليص المخاطر الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، وأبرزها التهديدات الناجمة عن أنشطة طهران الإرهابية وتعزيز أمن أوروبا من مخاطر روسية محتملة.
وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى حشد دولي حول رؤيتها للشرق الأوسط خلال المؤتمر الذي حقق مشاركة كبيرة، كما ستعرض واشنطن، التي سيمثلها كل من نائب الرئيس مايك بنس ووزير الخارجية مايكل بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون والمستشار غاريد كوشنر، مستقبل التوجه الأمريكي حيال سوريا والعملية السياسية وإعادة الإعمار وعودة اللاجئين.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي، مايكل بومبيو، أن آمال الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة لمؤتمر السلام الذي تستضيفه بولندا عن الشرق الأوسط ستركز على الأمان والإزدهار، ووضع أسس تكوين تحالف لوقف أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، ومحاربة الإرهاب، وبحث ملفات المنطقة.
ومن المقرر أن يطلق المؤتمر مجموعات وورش عمل متنقلة في عدة دول للنظر في قضايا المساعدات الإنسانية واللاجئين والأسلحة البالستية ومكافحة الإرهاب والجريمة الإلكترونية.
من جهته، أعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن إطلاق تجمع للجاليات الإيرانية في أوروبا بالعاصمة البولندية وارسو، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر وراسو حول الشرق الأوسط، من أجل إلقاء الضوء على انتهاكات النظام الإيراني والأعمال الإرهابية التي يرعاها في أوروبا.
وقال المجلس، في بيان له، إن التجمع الكبير الذي سيعقد في ستاد نوردواي بالعاصمة، سيحظى بمشاركة فعالة من شخصيات دولية كبيرة، من بينهم عمدة نيويورك السابق والمستشار القانوني الحالي للرئيس الأمريكي رودي جولياني، وعدد من أعضاء البرلمان البولندي ومجلس الشيوخ.
هذا فيما قالت قناة فرانس 24 إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى من خلال مؤتمر وارسو لحشد العالم حول رؤيتها للشرق الأوسط، وأبرز خطوطها تتمثل في ممارسة ضغوط قوية على إيران لمنعها من مواصلة أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة والعالم، وتعزيز الدعم لإسرائيل للمساعدة في مواجهة إيران، إلا أن القناة شككت في مدى نجاح واشنطن في كسب تأييد أطراف جديدة لا سيما مع خفض القوى الأوروبية تمثيلها في المؤتمر.
ويشكل التجمع مناسبة لاستعراض وحدة الصف الدولي كرد قوي على نظام الملالي في إيران الذي يحتفل هذا الأسبوع بمرور 40 عاما على الإطاحة بحكم الشاه من قبل الشعب الإيراني واستيلاء الخميني وجماعته على البلاد بعد غدرهم بقوى الثورة الإيرانية وإعدامهم لعشرات الآلاف من الثوار والمعارضين الإيرانيين.
وفيما تشارك بريطانيا بوزير خارجيتها جيريمي هانت، بررت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، عدم حضورها بارتباطها بالتزامات مسبقة، لكنها ستلتقي بدلا من ذلك بومبيو في بروكسل وهو في طريق عودته إلى واشنطن.
ويعتبر أرفع مسؤول يشارك في المؤتمر بعد نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، الذي صرح أن المؤتمر سيناقش “كيفية مواصلة منعها من ترسيخ وجودها في سوريا ومنع أنشطتها العدائية في المنطقة، والأهم من ذلك كله، كيفية منعها من الحصول على أسلحة نووية”.
من جهتها، استدعت الخارجية الإيرانية السفير البولندي للاحتجاج على عقد المؤتمر وموضوعه، فيما سيسافر الرئيس الإيراني حسن روحاني، تزامنا مع انعقاد المؤتمر، إلى روسيا التي رفضت حضور اجتماع وارسو، حيث سيلتقي في منتجع سوتشي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة الوضع في سوريا وفق مسار أستانة الذي ترعاه الدول الضامنة.
هذا فيما قال وزير الخارجية البولندي جاسيك تشابوتوفيتش إن مؤتمر وارسو “سيطلق عملية” لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، بينما أفاد مسؤول أمريكي إن الدول ستعقد اجتماعات للمتابعة، لتوسيع التحالف الدولي المناهض لإيران الذي يضم من البلاد العربية المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.