أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه الإبقاء على 400 جندي في سوريا نصفهم في قاعدة التنف قرب الحدود السورية الأردنية، فيما أعلن الكرملين أنه يراقب ويحلل “التصريحات المتناقضة” الصادرة من واشنطن بشأن سحب قواتها من سوريا، كما دعت وزارة الخارجية الروسية إلى “عدم الثقة بتصريحات يطلقها أحد فروع السلطة الأمريكية وينفيها آخر في اليوم التالي”.
حيث صرح ترامب خلال حديث للصحفيين، يوم أمس الجمعة، أنه سيبقي على 400 جندي، مقسمين بين المنطقة الآمنة التي يجري التفاوض حولها في الجزيرة السورية شرقي نهر الفرات، وبين القاعدة الأمريكية في التنف جنوب البادية السورية.
وقال ترامب إن قراره بالإبقاء على عدد محدود من القوات لا يعني تغييرا فيما أعلنه بشأن سحب القوات الأمريكية المقدر عددها بنحو ألفي عنصر والموجودة شمال شرقي سوريا، الذي سبق وأعلن عنه في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وتقع قاعدة التنف، التابعة للتحالف الدولي، في معبر التنف الحدودي بين سوريا والأردن والعراق، حيث تتمركز قوات أمريكية فيها لإحباط أي عمليات تسلل للقوات الإيرانية عبر الحدود العراقية وطريق بغداد دمشق، كما تقوم بدعم وحماية فصائل من المعارضة موجودة في “منطقة 55” داخل الأراضي السورية، من أبرزها قوات الشهيد أحمد العبدو وجيش مغاوير الثورة والتي تقوم حاليا بحماية مخيم الركبان من أي هجوم لقوات النظام ومليشيات المرتزقة التابعة لها.
وتزامن إعلان ترامب مع إعلان متحدث باسم البنتاغون أن القوات الأمريكية ستنشئ منطقة آمنة في الجزيرة السورية شرقي نهر الفرات في سياق قوة متعددة الجنسيات بالتعاون مع دول في حلف الناتو، وستخلو من أي قوات تركية أو قوات تابعة للمعارضة السورية.
كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في الإدارة الأمريكية أن القوات ستكون جزءا من مجموعة تتراوح بين 800 و1500 جندي من دول أوروبية حليفة.
في المقابل وتعليقا على التصريحات الأمريكية سواء الصادرة من الرئيس ترامب أو البنتاغون، قال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين: “نحن حتى الآن لا نفهم عما يدور الحديث.. واشنطن أطلقت في البداية بيانات في شأن الانسحاب لنعود ونسمع لاحقا بيانات وتعديلات جديدة.. وفي بعض الأحيان نسمع تصريحات متنوعة من أجهزة مختلفة في الإدارة الأمريكية”، وخلص إلى أن موسكو تراقب “باهتمام كبير وبالغ كيف يتطور موقف الولايات المتحدة في هذه المسألة وفي الوقت الحالي نحلل كل هذه التصريحات”.
من جهتها أيضا، قالت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية إنه “يجب ألا نصدق هذه التصريحات أيا كان قائلها، لأنه في اليوم التالي سيتم نفيها وتفنيدها من قبل مؤسسات سياسية أخرى”، ولفتت إلى أن “السلطات الأمريكية لا تزال تفتقر إلى تصور حقيقي لاستراتيجيتها في المنطقة، ولم تقدّم حتى الآن رؤية واضحة ذات معايير زمنية ونوعية دقيقة وأهداف ومهمات”.