أكدت الولايات المتحدة الأمريكية دعمها دعوة الأمم المتحدة إيجاد حل لأزمة مخيم الركبان قرب الحدود السورية الأردنية حيث يعاني عشرات الآلاف من النازحين السوريين أوضاعا إنسانية صعبة نتيجة الحصار الذي تفرضه عليهم قوات النظام ومليشيات المرتزقة التابعة لها.
حيث قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو إن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم دعوة الأمم المتحدة لإيجاد حل دائم لمخيم الركبان بما يتماشى مع معايير الحماية وبالتنسيق مع جميع الأطراف.
وأشار بالادينو إلى أن المبادرات الروسية الأحادية الجانب، غير المنسقة مع الأمم المتحدة والأطراف الإقليمية، لا تستوفي هذه المعايير، وأن الولايات المتحدة والأمم المتحدة على إستعداد لتنسيق الجهود بشأن مغادرة آمنة وطوعية وواعية للذين يرغبون بالمغادرة.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق أن حل مشكلة نازحي مخيم الركبان يجب أن يتم بالتنسيق مع واشنطن لضمان عودة آمنة للنازحين إلى مناطقهم الأصلية أو أي منطقة يختارونها داخل سوريا، معتبرة أن الجهود الروسية لا يمكن أن تكلل بالنجاح دون استيفاء المعايير الإنسانية اللازمة.
من جهتها، تتهم روسيا الولايات المتحدة الأمريكية بمنعها عودة النازحين السوريين من مخيم الركبان و“تخويف اللاجئين من مغبة العودة إلى الوطن”. إلا أن بلادينو أبدى استعداد واشنطن والأمم المتحدة لجهود منسقة لضمان المغادرة الآمنة والطوعية للراغبين بذلك.
وسبق أن حذر المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف”، جيرت كابيليري، من استمرار وارتفاع وتيرة موت الأطفال في مخيم الركبان، مقدرا أنه منذ بداية هذا العام توفي طفل كل خمسة أيام.
وكان وفد تابع للأمم المتحدة قد عقد اجتماعا مع مسؤولين أمنيين وعسكريين تابعين للنظام يوم الرابع والعشرين من شهر شباط/فبراير الفائت لبحث خروج المدنيين من المخيم إلى مناطق أكثر أمنا وأفضل إنسانيا مع المطالبة بإنشاء ممر آمن يسمح بالوصول إلى المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظتي إدلب وحلب.
وكانت قيادة القوات الروسية في سوريا قد أعلنت في التاسع عشر من الشهر الفائت افتتاح معبرين إنسانيين لخروج النازحين من مخيم الركبان إلى أي منطقة من مناطق سيطرة قوات النظام، إلا أنه وبحسب بيان “الإدارة المدنية” للمخيم لم يستجب أي نازح للإعلان بسبب مخاوف الأهالي من ارتكاب قوات النظام جرائم جديدة بحقهم.
ويخضع مخيم الركبان الذي يزيد عدد قاطنيه عن خمسين الأف نازح لحصار مطبق منذ شهر حزيران/يونيو الماضي أدى إلى معاناة قاسية لنازحيه نتج عنها وفاة العشرات جوعا ومرضا، كما تعرض مرارا حملات هجومية من قبل قوات النظام والمليشيات الإيرانية تصدت لها فصائل الجيش السوري الحر العاملة في المنطقة كجيش مغاوير الثورة وكتائب الشهيد أحمد العبدو.