الحرس الثوري الإيراني يعترف بتجنيد 200 ألف مقاتل في سوريا لدعم النظام

بعد ثماني سنوات من الكذب الصراح والإنكار الفج؛ اعترف قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، بأن بلاده جنّدت أكثر من 200 ألف مقاتل في كل من سوريا والعراق...
محمد علي جعفري الحرس الثوري الإيراني

بعد ثماني سنوات من الكذب الصراح والإنكار الفج؛ اعترف قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، بأن بلاده جنّدت أكثر من 200 ألف مقاتل في كل من سوريا والعراق لتعزيز طموح طهران بإنشاء هلال شيعي يهدد العرب والمسلمين تحت شعارات زائفة بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والجولان.

حيث قال جعفري في حديث مع صحيفة “شروس” الإيرانية الأسبوعية، إن حكومة بلاده أنشأت أكثر من خمسين فصيلا من المقاتلين في سوريا وكذلك في العراق، لضمان تنفيذ سياسات إيران بالمنطقة، زاعما أن تلك الفصائل كان منوطا بها محاربة تنظيمي داعش والقاعدة وفصائل المعارضة السورية لصالح الأمن والسلام الدوليين.

كما أكد جعفري على أن الحرس الثوري الإيراني استطاع تجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة من مخيمات اللاجئين الباكستانيين والأفغان في إيران تحت مسمى لواء زينبيون وكتائب فاطميون لدعم صمود النظام السوري وقواته ضد الشعب السوري وفصائل المعارضة التي سيطرت في يوم ما على أكثر من سبعين في المائة من مساحة البلاد قبل أن يدخل تنظيمي القاعدة وداعش والفصائل الشيعية لمحاربة فصائل المعارضة السورية والقضاء على معظمها.

وكرر جعفري أسطوانة كون إيران أكبر داعم للمقاومة ضد إسرائيل معتبرا دمشق “المحور الرئيس لتلك المقاومة” ما يحتم على طهران دعم النظام السوري في مواجهة الثورة الشعبية التي كادت أن تطيح به وتفشل مشروع المقاومة الذي يتبناه نظام الملالي في إيران.

من جهة أخرى اعتبر بعض المحللين السياسيين والعسكريين التصريحات التي أدلى بها جعفري في هذا الوقت رسائل للدول العربية والغربية التي تسعى لتحجيم الدور الإيراني التخريبي في منطقة الشرق الأوسط، وللإعلان أن سياسات إيران تجاه سوريا وكذلك العراق ولبنان واليمن لم ولن تتغير، وأنها ماضية في مشروعها لإحكام السيطرة على الأنظمة الحاكمة في هذه الدول وصولا للبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وتفاديا لأي عقوبات اقتصادية خانقة.

كما اعتبر البعض التصريحات رسالة واضحة لموسكو، التي تربطها علاقات وثيقة مع إسرائيل وخصوصا التنسيق العسكري في سوريا، أن طهران لن تغير سياستها في سوريا رغم كل الضربات التي تعرضت وتتعرض لها قواتها ومليشياتها على يد سلاح الجو الإسرائيلي بموافقة روسيا، وأن طهران ماضية في تعزيز تواجدها العسكري والاقتصادي في سوريا، ولن تقلل منها لصالح الروس أو غيرهم من الأطراف الفاعلة على الأرض السورية، وبأنها ستدافع عن مصالحها حتى اللحظات الأخيرة ضد أي تهديد.

هذا فيما اعتبر محللون آخرون التصريحات الإيرانية مبالغا فيها، وأن الأرقام التي تكلم عنها جعفري غير موجودة على الأرض أو تواجدت في فترات ما، ولكن الكثير من هذه القوات إما عادت إلى طهران في توابيت أو بعد انتهاء مهامها ونفاذ ميزانية تشغيلها في سوريا، بدليل انحسار الوجود الإيراني لقوات رمزية في دمشق ودير الزور وحمص، وتدمير كل البنى التحتية التي أنشأتها إيران لهذه القوات في دمشق وحمص وحماة واللاذقية وحلب بفعل الضربات الإسرائيلية والمجهولة المصدر المتواصلة عليها.

ولفت المحللون إلى أن سيطرة إيران على القرار السياسي للنظام السوري محدودة في مقابل السيطرة الروسية، كما أن التواجد العسكري الإيراني هش ولن يستطيع مواجهة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية الاقتصادية والعسكرية على عكس التواجد الروسي الذي يبدو أوفر حظا بحكم تنسيقه مع إسرائيل وعلاقة موسكو القوية مع تل أبيب، يضاف إلى ذلك غض الطرف الأمريكي على التواجد العسكري الروسي في سوريا.

هذا ويسعى نظام الملالي في طهران إلى إحلال القوات التي جلبها من إيران والعراق ولبنان بقوات سورية ذات توجهات طائفية وعنصرية، وهي أقرب في التصنيف إلى مليشيات مرتزقة ولكن بفواتير أقل تكلفة بكثير من القوات الأجنبية التي زج بها سابقا، ويمكن لهذه القوات أن تلعب دورا وازنا في مقابل القوات السورية التي تدعمها روسيا، ما يعزز حظوظ بقاء التوجهات الإيرانية السياسية والاقتصادية حاضرة في سوريا في مقابل التوجهات الروسية، كما يساعد ذلك في إحباط أي محاولة عربية للالتفاق على طهران بإعادة التطبيع مع النظام السوري لإضعاف إيران سياسيا واقتصاديا وإفشال مخططاتها التخريبية والإرهابية الموجهة ضد دول الخليج العربي.

كما يوجه الإعلان الإيراني رسالة مستفزة ومستنكرة للعرب أن مشروع استعادة أمجاد الامبراطورية الفارسية ماض في طريقه، وأنه استطاع قضم العراق وسوريا ولبنان واليمن بعض أن قضم عربستان والأحواز، كما استطاع السيطرة على أهم منافذ العرب البحرية في الخليج العربي والبحرين المتوسط والأحمر، وأن على العرب الخضوع للإيرانيين بدلا من مواجهتهم، وأن بيانات الشجب والتنديد لا محل لها من الإعراب في قاموس المواجهة مع نظام الملالي.

أقسام
أخبار

أخبار متعلقة