أعلنت قوات سوريا الديموقراطية القضاء التام على “خلافة” تنظيم داعش بعد السيطرة على آخر معاقله في بلدة الباغوز عند الضفة الشرقية لنهر الفرات بريف محافظة دير الزور، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من الحملة الدولية على التنظيم في سوريا والعراق، الأمر الذي لاقى ترحيبا شعبيا ودوليا وسط تعهدات أمريكية بمواصلة عمل التحالف الدولي “لسحق الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين تماما”.
وكتب مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي في قوات سوريا الديموقراطية في تغريدة له “تعلن قوات سوريا الديموقراطية القضاء التام على ما يسمى بالخلافة وخسارة تنظيم داعش الأراضي التي كان يسيطر عليها بنسبة مئة في المئة”.
ومن جانبه، قام وليام روباك نائب المبعوث الأمريكي لدى التحالف الدولي بإزاحة الستارة عن نصب تذكاري يخلّد “تدمير ما يسمى بخلافة داعش الإرهابية” في حقل العمر النفطي، كما رحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانتهاء “خلافة” تنظيم داعش، واعدا بأن تبقى الولايات المتحدة “يقظة” حيال التنظيم المتطرف.
وقال ترامب في تغريدة له “سنبقى يقظين حتى هزيمة التنظيم أينما كان، سنواصل العمل مع شركائنا وحلفائنا لسحق الارهابيين الاسلاميين المتطرفين تماما”.
وأعلن القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي خلال مؤتمر صحفي في حقل العمر عن “بدء مرحلة جديدة” من المعركة ضد التنظيم للقضاء على “خلاياه النائمة” التي “تشكّل خطرا كبيرا على منطقتنا والعالم بأسره”، موضحا أن ذلك سيتم “بتنسيق مع قوات التحالف الدولي”.
فيما أكد نائب المبعوث الأمريكي الخاص لدى التحالف الدولي خلال المؤتمر أنه “لا يزال أمامنا الكثير من العمل لإلحاق الهزيمة الدائمة” بالتنظيم مضيفا “لم تنته الحملة بعد، يبقى.. داعش تهديدا كبيرا”.
وكان تنظيم داعش قد أعلن في العام 2014 إقامة “الخلافة الإسلامية” على مناطق واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق، وتحدثت تقديرات أمريكية حينها عن انضمام نحو أربعين ألف مقاتل إلى صفوف التنظيم، بينهم العديد من الأجانب، وخلال الأشهر الستة الفائتة شنت قوات التحالف هجومها الأخير على آخر معاقل التنظيم في محافظة دير الزور بعد تحرير محافظة الرقة حيث دارت معارك عنيفة تخللها قصف مدفعي وغارات مكثفة لطيران التحالف الدولي وشهدت خروج أكثر من ستين ألف مدني ومقاتل من المنطقة نقلوا إلى مخيمات خاصة في محافظة الحسكة.
كما أسفر الهجوم الأخير عن مقتل 630 مدنيا وأكثر من 750 مقاتلا من قوات سوريا الديموقراطية ونحو ضعف هذا العدد من مقاتلي التنظيم، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما لا تزال مجموعات تابعة للتنظيم موجودة في مناطق سيطرة قوات النظام والمليشيات الإيرانية في البادية السورية جنوبي نهر الفرات.