أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية الحرس الثوري الإيراني على قائمتها السوداء لـ”المنظمات الإرهابية الأجنبية”، في خطوة “غير مسبوقة” تأتي ضمن إطار زيادة الضغوط على إيران لكبح جماح أنشطتها الإرهابية، فيما ردت طهران بخطوة مماثلة.
وبحسب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فإن هذا القرار “هو اعتراف بحقيقة أن إيران ليست فقط دولة ممولة للإرهاب، بل إن الحرس الثوري ينشط في تمويل الإرهاب والترويج له”.
كما أدرج فيلق القدس كذلك على القائمة السوداء الأمريكية لـ”المنظمات الإرهابية”، وهو وحدة نخبة تابعة للحرس الثوري وجناح خارجي يقدم الدعم إلى حلفاء طهران في الشرق الأوسط، مثل حزب الله اللبناني وقوات النظام السوري ومليشيا الحوثي اليمنية وكذلك للحشد الشعبي العراقي.
ومنذ استلام الرئيس ترامب مقاليد السلطة في بلاده قبل عامين جعل نظام الملالي الإيراني عدوه الأول، حيث انسحب في أيار/مايو 2018 من الاتفاق الدولي لعام 2015 الهادف إلى منع إيران من حيازة قنبلة نووية، وقّعته إدارة سلفه باراك أوباما كما أعاد فرض كل العقوبات التي رفعت مقابل التزام إيران بالاتفاق النووي، وتوعد بممارسة “أقصى الضغوط” عبر إجراءات عقابية “هي الأقوى بالتاريخ”.
هذا فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن الهدف ليس تغيير النظام الإيراني بل “تغيير سلوك” السلطات الإيرانية، وذكر لائحة تضم 12 شرطا صارما من أجل تخفيف الضغط على إيران والتوصل إلى “اتفاق عالمي” معها.
ودعا بومبيو أيضا “كل الشركات والمصارف حول العالم” إلى قطع “اي علاقة مالية” مع الجيش الايديولوجي، فيما أوضح مستشاروه أن الهدف هو “فضح” الحرس الثوري، الذي تعتبره واشنطن “عصابة” تعتمد على “الابتزاز” وتسطير على الأقل على “نصف الاقتصاد الإيراني”، وعلى وجه التحديد، فإن أي دعم مادي لهذا الجهاز الحكومي الإيراني سيعتبر جريمة فدرالية.
من جهتها، سارعت إيران إلى الرد على القرار الأمريكي الذي وصفته بـ”غير الشرعي والطائش”، مع تأكيدها أنها تعتبر منذ الآن “نظام الولايات المتحدة نظاما راعيا للإرهاب والقوات الأمريكية في الشرق الأوسط مجموعات إرهابية”.
حيث اتهم الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الثلاثاء الولايات المتحدة بأنها “زعيمة الإرهاب الدولي”، وندد بهذا الإجراء قائلا إن الحرس الثوري الذي يعتبر الجيش العقائدي للجمهورية الإسلامية يخوض “المعركة ضد الإرهاب”، وذلك “منذ نشأته”، مشيرا الى التزام الحرس الثوري بمحاربة تنظيم داعش الى جانب القوات الحكومية في سوريا والعراق.
وقال روحاني في خطاب تمّ بثه مباشرة عبر التلفزيون الرسمي “من أنتم لتصفوا بالإرهابية المؤسسات الثورية؟”. وتابع “مَن في العالم اليوم يروّج للإرهاب ويشجعه؟”، مضيفا “حتى اليوم، الولايات المتحدة غير مستعدة لمحاربة تنظيم داعش، وأمريكا توفر تخبئ قادته، وترفض أن تحدد لحكومات المنطقة مكان وجود قادة التنظيم”.
وأشارر روحاني إلى كارثة الرحلة رقم 655 لشركة الخطوط الجوية الإيرانية التي قتل فيها 290 شخصا بعد إصابتها “عن طريق الخطأ”، بحسب واشنطن، بصاروخ أطلقته باخرة حربية أمريكية متوقفة في مياه الخليج العربي عام 1988. وتساءل “من يصدّق أنه اختلط عليكم الأمر بين طائرة ركاب إيرباص وإف 14″، متهما الجيش الأمريكي بإسقاط الطائرة عمدا.
كما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أنه يعتبر الولايات المتحدة “دولة راعية للإرهاب”، وقیادة القوات الأمريكیة الوسطى “سنتكوم” وكل القوات المنتسبة لها تعد ضمن “الجماعات الإرهابیة”.