علّقت العديد من المنظمات الإغاثية، بينها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أنشطتها في المناطق التي تشهد تصعيدا عسكريا وقصفا مكثفا بمحافظة إدلب، وفق ما أفادت الأمم المتحدة.
حيث يتعرض ريف إدلب الجنوبي مع مناطق محاذية له في محافظات أخرى، لقصف كثيف منذ نهاية شهر نيسان/أبريل الماضي، تشنّه قوات النظام مع حلفائها الروس رغم أن المنطقة مشمولة باتفاق خفض التصعيد بين روسيا وتركيا الذي تم التوصل إليه العام الماضي.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن “بعض المنظمات علّقت أنشطتها بعدما دُمرت مقارها أو طالتها الأضرار أو باتت غير آمنة”، كما اتخذت منظمات أخرى قرارا بوقف الأنشطة حفاظا على سلامة العاملين معها أو حتى نتيجة نزوح السكان بشكل كامل في مناطق معينة.
ومنذ الثامن من أيار/مايو، علّق أكثر من “16 شريكا في العمل الإنساني عملياتهم في المناطق المتأثرة بالنزاع”، وفق مكتب الشؤون الإنسانية الذي أشار إلى تقارير حول مقتل خمسة عمال إغاثة نتيجة الغارات والقصف المدفعي.
من جهته، أفاد برنامج الغذاء العالمي عن “تعليق توزيع المساعدات لنحو 47 ألف شخص في قرى وبلدات في جنوب وغرب إدلب نتيجة تعرضها للقصف”، مشيرا إلى أن بعض المتعاونين مع البرنامج اضطروا أيضا إلى النزوح وآخرون أصيبوا بجروح. ودعا البرنامج العالمي كافة أطراف النزاع إلى توفير إمكانية وصول أمن لشركائها الإنسانيين لبلوغ عائلات لا تزال عالقة بين النيران.
يذكر أن هيئة تحرير الشام تسيطر مع فصائل أخرى على كامل محافظة إدلب وأرياف حلب الغربي وحماة الشمالي واللاذقية الشمالي الشرقي. وشهدت المنطقة هدوء نسبيا منذ توصل موسكو وأنقرة إلى اتفاق في أيلول/سبتمبر الماضي، نصّ على اقامة منطقة “منزوعة السلاح” تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام وفصائل المعارضة.
وأحصى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الفترة الممتدة بين 29 نيسان/أبريل الفائت و9 أيار/مايو الجاري نزوح أكثر من 180 ألف شخص جراء القصف، مشيرا إلى أن التصعيد طال 15 منشأة صحية و16 مدرسة وثلاثة مخيمات نزوح.
وتواصل قوات النظام والقوات الروسية قصفها بعشرات الغارات والقذائف الصاروخية بلدات وقرى عدة في ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويأتي ذلك غداة مقتل عشرة مدنيين، بينهم طفلان، جراء القصف لترتفع بذلك حصيلة القتلى منذ نهاية نيسان إلى 106 مدنيين بينهم 15 طفلا. ويتزامن القصف، مع استمرار العمليات الميدانية لقوات النظام في ريف حماة الشمالي بعدما تمكنت قبل أيام من السيطرة على عدة قرى وبلدات.