تواصل قوات النظام السوري منذ مطلع الشهر الجاري حرق محصولي القمح والشعير وكروم الزيتون والفستق الحلبي في كل من محافظتي حماة وإدلب، لتعميق معاناة المواطنين في المناطق المحررة بتدمير المحاصيل الزراعية قبيل حصادها.
ومع أن جزءا من هذه المحاصيل يتم توريده إلى مناطق سيطرة النظام عبر تجار محليين إلا أن قوات النظام دأبت ومنذ سنوات على استهداف الأراضي الزراعية في مناطق سيطرة فصائل المعارضة بشتى أنواع التدمير من حرق وقطع للأشجار المثمرة.
وكانت منظمة الغذاء والزراعة (FAO) قد كشفت مطلع الشهر الماضي عن أوضاع مأساوية يعيشها السوريون داخل بلادهم وخارجها بسبب الجفاف وقلة الأمطار وصعوبة زراعة محاصيل الأمن الغذائي والأوضاع الأمنية التي لا تزال متردية في مختلف المناطق وغياب خطط الإصلاح وإعادة عجلة الإنتاج للدوران.
وقال تقرير أصدرته منظمة الفاو إن الصراع المسلح في سوريا والذي ترافق مع أسوأ موجة جفاف منذ 30 عاما، وهطول أمطار شديدة بغير موسمها، تسبب بانخفاض الشديد في إنتاج القمح، الأمر لم يحدث منذ 30 عاما.
ووفقا للتقديرات الأممية فإن حوالي 6.5 مليون شخص، من أصل 18.3 مليون الموجودين في سوريا، يعانون من فقدان الأمن الغذائي وبحاجة لمساعدات عاجلة، وأن 2.5 مليون عرضة للوقوع ضحية غياب الأمن الغذائي.
كما يعاني 91 ألف طفل تحت سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، 19 ألفا منهم يعانون منها بشكل بالغ، و32% من الأطفال الذين أعمارهم ما بين 6-23 شهرا يتلقون الحد الأدنى من الطعام للنمو في المناطق المحررة في محافظات حلب وإدلب وحماة.
ويقول الأهالي في ريف حماة الشمالي إن قوات النظام وحلفاءها تحرق الأراضي التي تتمركز قربها وتقصفها بالقذائف الحارقة والقنابل المضيئة أثناء المعارك التي تدور حاليا مع فصائل المعارضة في معظم مناطق ريف حماة الشمالي والغربي وريف إدلب الشرقي والجنوبي.
وبحسب الدفاع المدني السوري فإن قوات النظام قامت بإحراق عشرات الهكتارات من محاصيل القمح وأشجار الزيتون والفستق الحلبي في مدينة خان شيخون وقريتي كفرنبودة والهبيط وتفتناز وفي الأراضي الواقعة بين قرى اللطامنة وكفرزيتا وزمار في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، ما أدى لخسارة كميات كبيرة من الغلال التي كان المواطنون يستعدون لحصادها لتعيلهم بقية العام وسط ظروف معيشية قاسية.