شهدت منطقة اليعربية في ريف الحسكة، يوم أمس الأحد، حرائق واسعة طالت عشرات الهكتارات من الأراضي الزراعية في قريتي تل علو وكري فاتي وأسفرت عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل، بينهم عسكريون وطفل وسيدة، وإصابة مدنيين آخرين بعضهم بحالة حرجة.
وبحسب وكالة “هاوار” المحلية فقد أطلقت الإدارة الذاتية تحذيرات من خطر يحيط بمنازل المواطنين بسبب اقتراب النيران المتواصل اشتعالها في الأراضي الزراعية، بسبب توسط تلك المنازل في الحقول الزراعية.
هذا فيما التهمت النيران أكثر من خمسين هكتارا في الأراضي الزراعية المحيطة بمدينة عين العرب “كوباني” في ريف حلب الشمالي وبالتحديد في قرية جيلك، وقالت مصادر محلية إن “نسبة 40% من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير التي التهمتها النيران غير محصودة، في حين أن ما تبقى من الأراضي حُصدت في وقت سابق”.
وتتواصل حوادث الحرائق في مناطق شرق نهر الفرات والجزيرة السورية حيث التهمت النيران آلاف الدونمات من حقول القمح والشعير، ما أدى إلى خسائر كبيرة للمزارعين والفلاحين في المنطقة.
ونشبت الحرائق في كل من محافظة الحسكة، التي تعتبر خزان القمح في سوريا، إضافة إلى محافظة الرقة وقرى وبلدات الريف الشرقي لمحافظة حلب الأمر الذي اعتبرته الإدارة الذاتية حربا اقتصادية تستهدف بشكل مباشر قوت الشعب ورزقه دون أن تسمي الجهة الفاعلة أو تتهم أي جهة بالمسؤولية.
ويتهم الأهالي النظام السوري بإشعال الحرائق للضغط عليهم وبيع المحصول له بسبب ما يعانيه من حصار اقتصادي وتأخر إيران وروسيا عن ضمان إمدادات القمح إلى المناطق التي يسيطر عليها.
وقد أهابت الإدارة الذاتية “بكافة المواطنين وكافة مؤسسات الإدارة الذاتية وقوات الأسايش واللجان الشعبية لحراسة المزروعات ليلا ونهارا على مدار الساعة، ورفع الجاهزية إلى أقصى الدرجات ووضع جميع الآليات والجرارات في خدمة إخماد الحرائق المفتعلة”.
وأحصت الجهات المحلية، الأسبوع الماضي، 69 حريقا قضى على 4175 هكتارا من الأراضي الزراعية في الجزيرة السورية وريف حلب الشرقي وأكدت أن الحرائق التي التهمت مساحات زراعية من القمح والشعير “مفتعلة”، وطلبت من الأهالي والفلاحين مؤازرة الجهات المختصة في المنطقة بحراسة الأراضي والمحاصيل للحد من ظاهرة الحرائق.