دعت كل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا إلى التخلي عن مشروع اللجنة الدستورية السورية التي اشتغل عليها المبعوث الأممي استيفان دي ميستورا لسنتين قبل تركه منصبه وتولي النرويجي غير بيدرسون زمام المهمة الأممية في سوريا.
حيث طالب السفير الأمريكي في مجلس الأمن الدولي، جوناثان كوهين، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، بأن يفكر بمبادرة أخرى غير اللجنة الدستورية، بسبب عدم التقدم في تشكيلها ومماطلة النظام السوري.
وقال كوهين إنه حان الوقت بعد 17 شهرا من إعلان تشكيل اللجنة الدستورية في سوتشي، أن ندرك بأن الملف لم يتقدم ولا يزال بعيد المنال، وأضاف أنه “حان الوقت لكي يشجع المجلس المبعوث الخاص بيدرسن على تجربة طرق أخرى لتحقيق الحل السياسي”.
من جهته أيضا، اعتبر السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، أنه “لم يتم إحراز أي تقدم في تشكيل اللجنة الدستورية”. وأشار إلى أن “النظام السوري يرفض أي حل وسط، ويضاعف مناورات التسويف للحؤول دون نجاح هذا المنتدى الأول للحوار”.
وطرحت مسألة اللجنة الدستورية لأول مرة في مؤتمر سوتشي في روسيا في 20 من كانون الأول/ديسمبر 2018، لتبدأ عقبها محادثات مكوكية بين الأطراف، لكن دون جدوى بسبب الخلاف على أسماء معينة، بعد تقديم كل من النظام والمعارضة قائمتهما، وتضم كل قائمة 50 اسما، إلى جانب قائمة المجتمع المدني المكونة 50 اسما.
وأطلقت الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) خلال الأسابيع الماضية وعودا متكررة حول قرب تشكيل اللجنة الدستورية السورية، لكنها بقيت دون إعلان رسمي عن الوصول إلى قائمة معتمدة.
واعتبرت مصادر في المعارضة السورية التصريحان الأمريكي والفرنسي محاولة للخروج من حالة التعطيل والتفشيل التي ينتهجها النظام السوري للحل السياسي، وعجز روسيا عن الدفع قدما في تحقيق الوعود التي قطعتها على نفسها في سوتشي وغيرها بالعمل مع شركائها في أستانة على حل سياسي في سوريا.